تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

السُعداء يضحكون

ينقبض صدرى إذا رأيت وجهًا عابسًا فى أول اليوم، الوجه المُبتسم يذكرنى بشروق الشمس، والوجه العابس بغروبها!

أحب أن أبتسم فى وجه الناس وأسعد عندما يبادلوننى الابتسامة، أشعر بأننا إذا ضحكنا للدنيا تضحك لنا، وإذا عبسنا نكدت علينا الحياة!

لاحظت فى المحلات التجارية الكبرى بالغرب، أن البائعين والبائعات يبتسمون بمناسبة وبغير مناسبة، وعرفت أن السبب أن مسئولى التعيينات بالمحلات إذا رأوا وجهًا باسمًا أسرعوا بتعيينه، وإذا رأوه متجهمًا عابسًا صرفوه على الفور، لأن الوجه الباسم يجذب الزبائن، والعابس «يطفشهم» !

بعض الناس نكديين بطبعهم، يبحثون عن الحزن بمنكاش، كل كلمة يترجمونها إلى دموع، كل مشكلة يحولونها إلى مأساة، أنا - شخصيًا-مؤمنة بأن الحياة لا يمكن أن تكون هناء دائمًا أو سعادة طوال الوقت، وإلا نكون فى الجنة وليس فى الدنيا، يجب ألا نقف مشلولين أمام مشاكلنا، يجب أن نسعى دائمًا للخروج منها، ندوس عليها ونستأنف السير، لا نجعلها تسحقنا أو تقضى علينا!

لى صديقة متقدمة فى العمر، كانت إذا صادفت أمرًا ضايقها تكتبه على ورقة، ثم تفتح الدرج وتقذفها فيه، بعد أن تغلقه تعود إلى ممارسة مهام حياتها، بعد دقائق قليلة تكون قد نسيته وانشغلت بموضوع آخر، وكأن شيئًا لم يحدث!

صديقتى لم تخضع يومًا لعملية تجميل، ولم تلجأ لحقن إخفاء التجاعيد، ورغم أنها أصبحت متقدمة فى العمر، إلا أنها مازالت جميلة نضرة الوجه ونشيطة كسيدة فى منتصف عمرها!

لاحظت أننا كشعب بدأنا نفقد روح الفكاهة، التى كنا نتميز بها، كنا دائمًا وفى أحلك الظروف نطلق النكات والقفشات.. وإذا لم نجد ما نسخر منه، نسخر من أنفسنا، ونضحك كثيرًا !

استطعنا دائمًا أن نتغلب على متاعب الزمن، نتحدث نشكو نتذمر، ولكن فى نهاية الأمر نجلس ونضحك.. ونحاول أن نُخَفِّف عن بعضنا البعض.
أتمنى أن نحاول إعادة البسمة إلى الوجوه لأن العبوس يسبب الاكتئاب للشخص نفسه وللمحيطين به.

يا ليتنا نتبادل النكات والضحكات على وسائل التواصل الاجتماعى، بدلًا من الأخبار المفزعة والشائعات المغرضة، يا ليتنا نكثر فى وسائل الإعلام من القصص الضاحكة والروايات الكوميدية الراقية الخالية من الابتذال والإسفاف.

فى زمن مضى كانت تحيط إذا أحاطت بنا الكوارث أو المحن، وشعرنا بأننا نختنق، نذهب إلى مسرح فؤاد المهندس أو مسرح محمد صبحى أو مسرح عادل إمام، وبعد تلك الساعات الثلاث نشعر بأننا غسلنا قلوبنا من الهموم ببضعة جنيهات!

السُعداء هم الذين يعرفون الضحك.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية