تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

مستشفى الناس.. باب للرحمة

فى زمن يئن فيه الفقراء من وجع المرض، وتُغلق فى وجوههم أبواب كثيرة، ويمدون أيديهم بحثاً عن دواء أو رحمة.. جاء «مستشفى الناس» كهدية من القلب إلى القلب، يرفع شعار «عالجوا المحتاجين كما يحب الأغنياء أن يُعالجوا».

هذا الصرح الطبى، الذى بدأ بحلم لرجل الأعمال الراحل خميس عصفور، وقام على تحقيقه رجل الأعمال ممدوح عباس وابنه أيمن، من خلال مؤسسة الجود الخيرية، بنى بالجهود الخالصة والتبرعات الصادقة، وقائم على مساهمات رجال أعمال، وسيدات بسطاء، وشباب من كل المحافظات، اختاروا أن يساهموا بالقليل أو الكثير.. هذا الصرح ليس مجرد مبنى تُعالج فيه الأجساد بالمجان، بل بيت كبير دافئ، يجد فيه المريض يداً حانية، ووجهاً مبتسماً، وقلباً كبيراً لا يعرف التفرقة ولا يرد طلباً.

وقد أتيحت لى فرصة لزيارة هذا الصرح العظيم، والتجول فيه، وزيارة المرضى خاصة الأطفال، لأرى حجم الإنجاز ومدى الجهد المبذول.. ورافقنى بعض المسئولين بالمستشفى، والذين قاموا بإرشادى، وكان شرحهم حول أقسام المستشفى، والذى يضم قسماً لجراحة مرضى القلب من الأطفال والكبار، وقسماً لعلاج الجهاز الهضمى، وقسماً خاصاً لعلاج سكر الأطفال، بالإضافة إلى قسم الحروق، ويستعد المستشفى لافتتاح أضخم وحدة لزراعة الكبد للأطفال، كلماتهم عن المستشفى حملت فخراً بما تحقق، وحكايات إنسانية تقف خلف كل حجر وكل سرير.

يقع المستشفى فى منطقة شبرا الخيمة، لكنه تجاوز بجغرافيته حدود المكان، ليكون وجهة لكل مصرى محتاج للعلاج بالمجان، خاصة الأطفال.

أقيم المستشفى على مساحة 30 ألف متر مربع، فى 7 طوابق.. وأفُتتحت المرحلة الأولى عام 2019 بطاقة استيعابية 100 سرير، و10 غرف للعمليات، و48 عيادة خارجية، و148 سريراً للرعاية المركزة.. ولكنه بُنى ليكون واحداً من أكبر المستشفيات الخيرية فى الشرق الأوسط، بطاقة متوقعة تصل إلى 600 سرير.

والجميل فى الأمر، أن «مستشفى الناس» لا يكتفى بتقديم العلاج فقط، بل يقدم نموذجاً مختلفاً فى الإدارة والخدمة.. كل شيء فيه يتم باتقان.. النظافة، النظام، الابتسامة على الوجوه، الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة، وكأن القائمين عليه لا يعملون من أجل راتب بل من أجل رسالة.

هناك داخل هذا المكان، تشعر أن الرحمة لها جناحان، تطير بهما فى الأروقة، وأن الإنسانية تمارس لا تقال، ترى الطبيب يُمسك بيد طفل، والممرضة تُخفف عن أم ملهوفة، وآخر يرشد الزائر ببساطة وأدب.

«مستشفى الناس» ليس قصة بناء طوب وأسمنت، بل قصة بناء ثقة بين قلوب أعطت وقلوب أُنهكت فوجدت الدواء.. إنه ليس حكاية مشروع طبى، بل مشروع إنسانى.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية