تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
لماذا الآن؟!
انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعى والمواقع الإليكترونية تسريبات منسوبة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فى صورة تسجيل صوتى لحديث مر عليه ٥٥ عاماً، دار بينه وبين القذافى حول موقف مصر من الحرب مع إسرائيل والقضية الفلسطينية.
وبعيداً عما إذا كان التسجيل صحيحاً أم تم صنعه بتقنية الذكاء الاصطناعى.. فإنه يطرح العديد من الأسئلة خاصة وأنه فتح المجال للهجوم على عبد الناصر، فى حين استغل البعض التسريبات للدعوة للتسليم بهذا الكيان الاستعمارى الدموى قاتل الأطفال - الذى امتنع القلم عن كتابة اسمه بعد أن تجمد مداده على هذه الورقة الطاهرة - لماذا بث هذا التسجيل الآن؟!.. ولمصلحة من ومن وراءه وما الهدف منه؟!.
على أية حال التاريخ لا يكذب وذاكرته لا تصاب بألزهايمر فناصر لم يكن ينظر إلى الصراع العربى مع دولة الاحتلال كخلاف على حدود بل كصراع على الهوية والمستقبل. كان يرى فى المشروع الصهيونى أداة استعمارية تستهدف تمزيق المنطقة وتحويلها إلى كيانات تابعة وضعيفة وكان دعمه لفلسطين جزءاً من معركته الكبرى ضد الاستعمار والتبعية..
كلماته: لن تكون هناك حرية للعرب دون تحرير فلسطين، ولا كرامة لنا طالما القدس تحت الاحتلال، ستظل هذه الكلمات خالدة فى وجدان كل عربى..
فلم تكن فلسطين بالنسبة له مجرد قضية سياسية أو نزاع حدودى مع الاحتلال، بل كانت فى صميم وجدانه القومى وركناً أساسياً من مشروعه التحررى الذى سعى إلى بناء أمة عربية موحدة مستقلة وقادرة على الدفاع عن كرامتها ومقدساتها..
ورغم رحيله فى سبتمبر ١٩٧٠ ظل اسم جمال عبد الناصر مقروناً بالقضية الفلسطينية حتى أن الفلسطينيين يعتبرونه قائدهم الحقيقى، ويرفعون صوره فى مخيماتهم ويستحضرون خطبه حين تشتد المحن.
عموماً حتى الآن لا يزال صدى عبد الناصر حاضراً ولم يتبق للقضية الفلسطينية سوى صوته الذى مازال معنا حتى الآن.. فإذا سقطت صورة عبد الناصر العروبية والقومية وخرس صوته المدافع عن فلسطين فإنه لم يتبق للقضية الفلسطينية شيء.
وأخيراً أنا ضد هدم رموزنا الوطنية أو التشكيك فيها حتى وإن كنت مختلفاً معها خاصة فى مواقف تتعلق بالوجدان والأرض.
ولا يجوز الانسياق وراء مخططات لا نعلم من وراءها والقصد منها واضح هو كسر كل شيء يستمد منه الفلسطينيون قوتهم، حتى وإن كانت معنوية.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية