إن وضعت انتقال نجم الكرة البرتغالى الشهير كريستيانو رونالدو إلى الدورى السعودى فى خانة سلوك (لاعب جشع) يسعى لتأمين ملايين إضافية من «اليوروهات» فى حساباته البنكية قبل اعتزاله الوشيك، فأنت تنظر للنصف الفارغ من الكوب!

فبكل أريحية نقول إن الصفقة تمثل ذراعا جديدة أضيفت للقوة الناعمة بالسعودية التى تقود قاطرة الحداثة، وتشد بعزم عربات الرياضة والسياحة والترفيه والثقافة برابط سميك يطلق عليه رؤية 2030 للتحول الاقتصادى بالمملكة.

من منا لم يتمالك نفسه دهشة وربما حسدا حينما نما إلى أسماعنا تقاضى اللاعب 200 مليون يورو سنويا من نادى النصر السعودى، بل وأجهد البعض نفسه فى حساب راتب اللاعب فى الشهر والأسبوع والساعة والدقيقة،وذلك كان تصرف محدودى التفكير ممن اعتبروها مجرد صفقة انتقال لاعب فى نهاية مشواره! لكن هناك من هم أكثر نضجا فى التفكير،وضعوا الصفقة فى كفة إنجازات مطلوبة نحو الاعتماد على الرياضة كرافعة اقتصادية ودبلوماسية وترويجية فى طريق طويل نحو (نهضة مابعد النفط). وإن أردت أن تعرف العائدات العاجلة للصفقة فربما تكون قد تابعت الضغط الهائل على المنصات الإعلامية والإليكترونية التابعة لنادى النصر السعودى منذ تكشف قرب انضمام اللاعب، ملايين اللايكات والاشتراكات يوميا فى حسابات النادى بالسوشيال ميديا، فضلا عن تحقيق أرباح هائلة من بيع قميص اللاعب وإطلاق اسمه على مقتنيات رياضية وطرحها بالأسواق، ولا يفوتك متابعة التهافت المليونى على محرك البحث جوجل لمعرفة موعد المبارة الأولى لرونالدو بقميص النصر. أما العائدات الآجلة فحدث ولا حرج، فالدورى السعودى المصنف ضمن الأقوى عربيا تنتظره شهرة تخترق العالمية مع بدء مشاركة (الدون) وهو لقب كريستيانو،ومع زخم المتابعة يتوقع أن يتقدم ترتيبه ضمن الأعلى مشاهدة وهو ما سيترجم إلى مضاعفة عائدات النقل التليفزيونى والإعلانات. السعودية وهى أول دولة خارج أوروبا ينضم إلى منظومتها الرياضية نجم فاز بالكرة الذهبية كأفضل لاعب فى العالم 5 مرات،قادرة على توظيف رونالدو كقيمة مضافة تضاف لجهود الترويج للمملكة كدولة مسلمة محافظة تفتح أبوابها للفعاليات الرياضية والسياحية والترفيهية والفنية، وهى مهمة ربما يتفوق فيها (الدون) بشعبيته الجارفة على كبرى شركات العلاقات العامة.

sherifme@yahoo.com