تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
حكاية كل رمضان!
فى بلدنا الحبيب مصر(نحن نختلف عن الآخرين)، فى احتفالاتنا ومناسباتنا السعيدة وغير السعيدة أيضا، ولا تسلم أعيادنا الدينية من هذا الاختلاف الذى نريد أن نتميز به ونفخر بأنفسنا من خلاله،حين يكون الاختلاف عن الآخرين إيجابيا وصحيا!
فى رمضان شهر الخير والتسامح، يحاول البعض لحسابات ضيقة تتعاظم فيها المكاسب المادية، إفساد فرحة الصائمين وترويع الآمنين ولا رادع إنسانيا عن تحويل حياة المارة والجيران لجحيم بسبب عبث الصغار(سنا وعقلا) بالألعاب النارية (بمب وصواريخ) دون أن تغيب مسئولية الكبار وهم أول من توجه إليهم أصابع الاتهام. حروق وإصابات جسيمة وفقدان للبصر لعشرات الحالات سُجلت ضمن سيل من البلاغات التى تلقتها أجهزة الأمن فى مختلف محافظات مصر، بينما الشهر الكريم لم ينتصف بعد، وبالرغم من تجريم القانون حيازة الألعاب النارية أو بيعها أو استيرادها دون الحصول على التصاريح اللازمة كونها مواد خطيرة وليست ألعابا ترفيهية للأطفال،إلا أن تداولها فى تزايد بسبب اجتراء المتاجرين بها على القانون، تثير أطماعهم الأرباح الباهظة من هذه التجارة(الحرام) وهو توصيف يستحقه كل من يروع الآمنين.
دفع تكالب التجارعلى إغراق الأسواق بتلك الألعاب الكارثية (مع زيادة الطلب فى رمضان) إلى لجوئهم إلى التهريب بعد أن أغلقت الدولة فى وجههم طريق الاستيراد الرسمى بسبب فاتورة استيراد باهظة لألعابهم بلغت 70 مليون دولار سنويا فى بلد يحتاج لتوفير كل دولار لاستيراد السلع الأساسية، وهو ما يضع هؤلاء تحت طائلة القانون بعدة اتهامات أخطرها،التآمر على حياة الآمنين وعلى الاقتصاد الوطني.
ولا تتوقف سلوكيات بعضنا المنافية لروحانيات الشهر الكريم عند حد،فالبعض لا يزال يتقمص شخصية(الصائم لأول مرة)،وهى حالة تُستنفر مع كل رمضان،فيهرع هؤلاء نحو الأئمة وشيوخ البرامج التليفزيونية يداهمونهم باستفسارات قُتلت ردا وتوضيحا على مدى السنين،لكن لا ضرر من اتحافنا بأسئلة من عينة،حكم صوم الحامل،والمرضعة،وهل قطرة العين تُفطر، وما حكم الإتيان بالعلاقة الزوجية فى نهار رمضان،أو انطلاق آذان الفجر وفى الفم ماء،إلى آخره من أسئلة تثبت تغول التدين الظاهري، وتعايش البعض مع حالة فراغ بالوقت وخواء فكرى بدلا من التدبر فى حكمة فرض الصيام.
sherifme@yahoo.com
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية