تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

افرح بالعيد !

اليوم أول أيام عيد الفطر (السعيد)، ومع مرور ساعات أول أيامه تنتاب معظمنا حالة من الانتشاء فى ظل الاستسلام لـ منطقة الراحة أو(Comfort Zone)، وهى منطقة وهمية يستسلم فيها الفرد لما اعتاد الإتيان به بالإجازات، سواء بالانخراط فى نوم عميق أو القيام بجولات للترفيه والتواصل اجتماعيا مع الأحباب، وفى ذروة الاستمتاع تلازم الكثيرين رغبة محمومة فى امتلاك القوة لإيقاف عقارب الساعة ليس لأنك لم تلحق أن تنهل وتشبع من مباهج العيد،ولكن حتى لا يفاجئك وقت العودة للعمل بمتاعبه!

 

لم نعد نفرح بالأعياد كما الماضى، حتى عند الأطفال تحولت إلى مناسبة اقتصادية بحتة لجمع العيديات لإنفاقها بلا استمتاع بدليل أن الطفل يطلب المزيد لأنه لا يشعر بلذة ما جناه من إنفاق. واستسلمنا لمظاهر باهتة تغلف ما نعتبره احتفالا بعد أن اختصرنا الأعياد فى أسواق وشواء وكعك وملابس جديدة وعيديات، وتكون على استعداد لإنفاق آخر ما فى جيبك كى تفرح ويفرح من حولك،لكن السعادة لا تأتى !.

كرة ثلجية متضخمة تسير على درب من الأزمات المتراكمة تطيح باحتفالاتنا، فمن سيلهو ونحن نعيش وسط إقليم مضطرب وأزمة اقتصادية عالمية وفخاخ سياسية، وتحديات وبائية ومناخية، تضعف من قبضة الدول وتنال من سيادتها،وتهدد الأمن الإجتماعى وتلقى بالملايين فى أتون الفقر والعوز!. تحاول وسائل الإعلام تطمينك بقضاء عيد بلا أزمات، فتعاجلك بعناوين من عينة (طرح كميات إضافية من السكر واللحوم والدجاج بالأسواق)، لتجد نفسك أسيرا لمن حدد لك مواطن السعادة التى قد لا يجلبها التهام الكعك أو موائد الفتة والضاني! وأتفهم أيضا غياب سعادتك بعد أن اختلطت المفاهيم وطغت مظاهر التناقض والازدواجية، والميل لتبرير الأخطاء بلا منطق، وساد الشغف لتقصى أخبار الفضائح وترديد الشائعات وتشويه الآخرين.

ذبول احتفالاتنا يستلزم إجراء دراسات اجتماعية وسيكولوجية لسلوكياتنا، بل لم يعد من الشطط أو(المنظرة) إنشاء وزارة للسعادة لأن بناء الأوطان لن يعلو على أكتاف المكتئبين، فالسعادة ليست ترفيها،وبدونها لا تسأل عن إنتاج أو انحسار للجريمة والكراهية، ولهذا فطنت الجيوش إلى أهمية إدارات الشئون المعنوية فى تحفيز عزيمة الجنود.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية