تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > سيد أبواليزيد > منارة عالمية .. للحضارة الانسانية

منارة عالمية .. للحضارة الانسانية

بدون شك الإفتتاح المبهر للمتحف المصرى الكبير وسط حضور حشد من شخصيات دولية رفيعة المستوى يمثل أحد أهم الأحداث الثقافية والحضارية في تاريخ مصر الحديث حيث أنه يترجم معانى ودلالات وسمات الجمهورية الجديدة التى تجمع بين مجد الماضى وأصالة الحاضر واستشراف المستقبل الواعد

ولا يمكن اغفال أن المتحف المصرى الكبير يشير الي مجموعة من العلامات المضيئة والواضحة لكل شاهد عيان علي أنه يعد رمزا جديدا لتفرد مصر وريادتها بمفهوم المتاحف الحديثة نظرا لنجاحه في الجمع بين حفظ التراث واعتماد أفضل الممارسات البيئية بما يتناسب مع رؤية مصر ٢٠٣٠ للتحول الاخضر 

أتصور أن اطلالة مصر علي العالم بعد هذا الحدث الثقافى الضخم الذي يدمج بين الاصالة التاريخية والابتكار المعاصر في حفظ التراث الانسانى يؤكد علي ترسيخ مكانتها علي الخريطة الثقافية العالمية حيث يعد المتحف منارة عالمية للحضارة الانسانية فضلا عن أنه نافذة يطل منها وطننا علي العالم بروحه المبدعة وحضارته الراسخة

وقبل ان يكون المتحف الكبير والذى يضم نحو ١٥ الف قطعة أثرية يتم عرضهم لاول مرة بما يعزز مكانة مصر كوجهة ثقافية عالمية لا بد من الاشارة الي ان الافتتاح المبهر له انما هو تجسيد لنجاح الدولة في طرح تجربة سياحية متكاملة تليق بعظمة التاريخ المصرى القديم مرتبط ذلك باطلاق بوابة مصر لحضارة المستقبل بما يشمله الدمج بين الاصالة التاريخية والابتكار المعاصر في استخدامات الابهار الضؤئي المعتمد علي تكنولوجيا العصر بالاضافة الى ان احتضان هذا المشروع الحضارى العملاق اهرامات الجيزة الخالدة معه انما يؤكد ايضا علي الترابط الزمنى والمكانى بين الماضي العريق والمستقبل الطموح

واذا كان المتحف المصرى الكبير يغطى مساحة ٥٠٠ الف متر مربع متفوقا علي متاحف لندن وباريس  في الاتساع الا ان قيمته الحقيقية تتمثل في احتوائه علي اكثر من ١٠٠ الف قطعة اثرية تمثل ٧ الاف عام من التاريخ المصرى بما يجسدعظمة وعراقة تاريخنا وحضارتنا أمام العالم

نجحت الدولة في صون تراثها العظيم ونقله للأجيال القادمة وبما يليق بمكانة مصر وتاريخها المجيد والتليد والممتد عبر الاف السنين بعمقه الانسانى
من المؤكد أن الاثار وسيلة لدراسة تاريخ الامم حيث ان الدراسة الجادة امرا يدفع الانسانية لتحقيق المزيد من التقدم العلمى النافع اذ أنه من خلال الاحتفاظ بالاثر وجمعه واستقرائه نستطيع ان نتعرف على لغة وعادات ومعارف الانسان القديم في الزراعة والصناعة والتجارة والطب والحرب

والاحتفاظ بالاثار سواء كانت تماثيل أو رسوم أو نقوش في متحف للدراسات التاريخية ضرورة من الضرورات الدراسية والتعليمية ولا تتنافي مع رسالة الاديان السماوية حيث يخدم غرضا علميا ولذلك لا يقصد بالتماثيل فى وقتنا الراهن مضاهاتها لخلق الله ولا يقصد بها العبادة او التقديس.

نحن بحاجة لدعوة طلابنا بالمدارس والمعاهد والجامعات لتنظيم زيارات جماعية مستقبلية لهذه البقعة الاثرية الشاسعة والذي يعد تحفة فنية خالدة لتوعيتهم بقيمة حضارة بلدهم وتعزيز الانتماء الوطنى بنفوسهم وترسيخ وعيهم باهمية الحفاظ على التراث المصرى باعتباره امتداد لابداع الانسان المصرى عبر العصور خاصة وان المتحف يمثل احد اهم المشروعات الثقافية التى تجسد رؤية الجمهورية الجديدة في الاهتمام ببناء الانسان المصرى علي اسس من المعرفة والانتماء والفخر بتاريخنا

بكل تأكيد عقب هذا الافتتاح المبهر للصرح الاثرى  للمتحف المصرى الكبير علينا ان نفتخر بهذا الحدث الوطنى العظيم والذى انطلقت منه رسالة واضحة للزائريين والمتابعين بان الامة التى حافظت علي صون اثارها باتقان واقتدار ..قادرة ايضا علي صيانة قيمها ومبادئها وهويتها المصرية

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية