حماية مزاج المصريين من التوترات الدولية بتوفير فنجان القهوة الصباحى لعشاقها يتطلب الأخذ فى الاعتبار ونحن نضع آمالنا العريضة على مشروعات التنمية الزراعية الكبرى بداية من مشروع مستقبل مصر بالدلتا الجديدة التوسع فى زراعة البن اعتمادا على البحوث الزراعية واستنباط الاصناف الجديدة منه خاصة واننا نستورد ما يصل الى 70 الف طن سنويا تكلفتهم تقارب ال80 مليون دولار لتعديل مزاج المصريين!!

من المتصور أنه فى ظل الصراعات القائمة حاليا بالعديد من مناطق العالم ان تتأرجح بورصة أسعار السلع والمحاصيل الزراعية صعودا نظرا لارتفاع تكلفة النقل والتى تمثل من 15%الى 35%من سعر المنتج وبالتالى لمسنا خلال الشهور الماضية زيادة فى اسعار كيلو البن من 350 جنيها الى اكثر من 400 جنيها

ربما يرى البعض صعوبة زراعة البن فى مشروعاتنا للتنمية الزراعية سواء بالفيوم او المنيا او ببنى سويف ومشروع سنابل سونو باسوان او بمشروع منطقة الداخلة بجنوب مصر حتى مع التغير المناخى لان المحصول يحتاج الى درجة حرارة مرتفعة وامطار او مياه متواصلة وبخاصة فى فصل الصيف

ولكن من الأهمية الاستفادة من افكار الباحثين بمراكزالبحوث الزراعية من حاملى الماجستير والدكتوراه بدلا من ان تظل حبيسة الادراج وارفف الارشيف والمكتبات وذلك لزراعة اصناف تصديرية تؤهلنا لزيادة صادراتنا من الزراعات الطازجة او حتى الوصول لمرحلة الاكتفاء الذاتى لتحقيق الامن الغذائى خاصة واننا نستورد 50%من حاصلات غذائنا منذ التسعينيات

وتخفيض حصص الاستيراد من المحاصيل الزراعية مسالة لا تخص البن وحده رغم انه من الحاصلات التى لها عائد ولا يوجد موانع لزراعته

وبالتالى لابد أن نستهدف تخفيض فاتورة استيراده على الاقل توفيرا للنقد الاجنبى وتيسيرا على عشاق القهوة ومريديها وزراعته فى مساحات محددة ببعض الاماكن وفق الدراسات التى تجريها مراكز البحوث الزراعية

ومن الأهمية التركيز على زراعة المنتج عالى الجودة نظرا لمحدودية الارض والمياه حيث ان اى مساحة مزروعة من البن ستكون على حساب محاصيل الامن الغذائى

اتصور ان الميزة النسبية تتحقق لدينا فى المشروعات التنموية الزراعية الكبرى من خلال حرصنا على زراعة الخضر والفاكهة الطازجة حيث اننا نزرع لتلبية حاجة الاستهلاك المحلى لسد الفجوة الغذائية بسبب الزيادة السكانية وايضا للتصديرللاستفادة من العوائد الدولارية والنقد الاجنبى حيث يتم التصدير الى اوربا واسيا وروسيا وافريقيا من الزراعات الطازجة والصناعات الغذائية بما قيمته 9 مليارات دولا وهى حصيلة مشجعة فى طريق التصدير لاكثر من 100 مليار دولار سنويا

ومن الأهمية ضرورة مراعاة النظرفى اعادة التركيب المحصولى لاساليب زراعتنا بما يتلائم مع احتياجاتنا الاستهلاكية والمستهدف من التصدير للحاصلات الزراعية ذات العائد الاعلى فى العملة والنقد الاجنبى

من المؤكد عند نجاح زراعة البن فى بلادنا ولو بمساحات معقولة سينخفض سعر البن خاصة وانه بسبب التغيرات المناخية مؤخرا بدات اشجار البن تثمر مما يشجعنا على اجراء المزيد من التجارب التطبيقية مع دراسة الجدوى الاقتصادية للتجربة

إننا بحاجة لانخفاض سعر كيلو البن مع تباشير الانتاج المحلى لاقل من 80 جنيها فى الكيلولضمان توفير فنجان القهوة مزاج المصريين على مائدة الافطار وفى مكاتب الموظفين والعاملين بقطاعات الانتاج لتحسين جودة انتاجهم وأفكارهم فى مواقعهم وتيسير الخدمات على المواطنين !!