تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

رحل النقيب وقلمه ينبض

لم اتصور يوما ان يرتعش قلمى على صدر صفحات جريدتنا( الجمهورية) الغراء مثلما استعرض الان مسيرة (الاستاذ )الذى تتلمذنا على يديه فنون العمل الصحفى وادواته الاساسية بداية من التحلى بالمصداقية ومرورا بحب زملائنا ووصولنا الى عشق عملنا والابداع  والابتكارفيه

رحل (نقيب الصعايدة) _كما يحب ان يلقبه الجميع _ الكاتب الصحفى الكبير محمد ابو كريشه وقلمى يفطرحزنا بحبرا على فراقه ولكن ليس امامى من قول سوى (انا لله وانا اليه راجعون )..واللهم اجرنا فى مصيبتنا ولكن احساسى الصحفى يخطرنى بانه سيكون فى مكان اجمل من دنيته عند لقائه برب العالمين والدلائل كثيرة على صلاحه فى الدنيا ووفاته مع يوم الجمعة الذى نعتز به كعيد فى الارض نزفه باذن الله الى ماواه الاخير ونسال الله ان يسكنه بالفردوس الاعلى من الجنة

لم اتخيل اننا سنفترق سريعا وبهذه السرعة بعد عطاء له استمر الى نحو نصف قرن بجريدتنا (الجمهورية) ومنذ ان عرفته لم تفارقنى ابتسامته المعهودة عندما القى عليه تحية الصباح بالديسك المركزى فيقابلنى بجملته المشهورة(ياجميل محلاك)وكانت سرمقاومتى لكافة التحديات الصحفية التى تواجهنا يوميا

عشقه لجريدته دفعته للمحافظة على المكتسبات التى حققتها بين القراء على المستوى المحلى والعربى والدولى واستطاع ان يقود اصدار اعدادها فى احلك الايام الصعبة منذ نحو 13 عاما عندما شهدت الاوضاع المحلية مشاحنات بالشارع ولم يتخل عن موقعه داخل الجريدة رغم صعوبة الموقف وامكانية ان تطول ايدى المخربين لاقسام الجريدة عندما كانوا يمرون بشارع رمسيس

كان اخر من يغادر الصحيفة فى هذه الاوضاع الصعبة بعد ان يطمئن على دوران المطابع الساخنة ليخرج عدد جديد من الجمهورية للنور وتحقيق  اضافة للصحافة المصرية  وبخاصة فى قضية تعميق الوعى بوجدان القراء

قلمه سيظل ينبض بين تلاميذه وزملائه ومتوجها ومتوهجا للقراء بادق العبارات وافضل واجمل الاعمال التحريرية بفنون العمل الصحفى  خاصة وان اهم المكتسبات التى اضافها لهم اهمية الالتزام بالمصداقية والجراءة فى التناول من منطلق الاحساس بهموم القارىء

رحل المتسلح بالمهنية والشجاعة فى مقالاته التى استلهمنا منها روح الابداع والابتكار فى عناوينه وجمال عباراته ودقة الفاظه واسلوبه الصحفى المميز حيث كان سلاحه دوما المهنية فى القاء الضؤء على قضايا المجتمع لينطلق من المحلية الى المنطقة العربية حيث لازالت رائحة اعماله وسيرته العطرة قائمة بجريدة الراية القطرية التى عملت بها بضعة سنوات

مشواره المحلى والعربى بالصحافة نبراس نلتمس من طريقه هدفا لنا للوصول الى قلب وعقل القارىء كما ان اخلاصه ووفائه لجريدته (الجمهورية) التى صنعت نجوميتنا حتى اخر نفس من عمره فى التواجد بين جدرانها ومشاركة زملائه بالديسك المركزى( لتفصيل) اثواب جديدة من اعدادها ..هدفا نضعه امام اعيننا وبداخل  قلوبنا وصميم عقولنا  للمحافظة على رونق وجاذبية منبر صحفى ساهم على مدى اكثر من نصف قرن فى مساندة قضايا المواطنين وانارة عقولهم وتقديم خدمات جليلة لهم من خلال ابواب وصفحات صحفية تستهدفهم فى كافة مجالات الحياة

رحل كوردة  رقيقة من حديقة وزهرة  من بستان  الصحافة المصرية واحد روادها منذ السبعينيات التى شهد خلالها قفزات متوالية فى اعداد توزيع الجريدة التى شارفت على مليون نسخة طبع يومى تصل للقارىء فى كل صباح بين يديه

اكتسب نقيب الصعايدة الاستاذ المرحوم باذن الله محمد ابو كريشة مدير تحرير جريدة الجمهورية ثقة وحب جميع زملائه بدار التحرير بتفانيه واخلاصه لجريدته خلال رحلة عطاء امتدت الى نحو 50 عاما وليس امامى من سبيل سوى ان اسال الله للفقيد الرحمة والمغفرة ولاسرته وزملائه وتلاميذه الصبر والسلوان
sayedaboualyazed@yahoo.com

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية