تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > سيد أبواليزيد > ثقافة البلطجي والجرائم المدرسية!!

ثقافة البلطجي والجرائم المدرسية!!

لا يخلو بداية اي عام دراسي جديد من ان يطفو علي سطح الساحة التعليمية وقوع عدد من الجرائم المدرسية والتى يصاحبها اتهام بعض من التلاميذ بالبلطجة المبكرة والتى يساهم في تغذيتها أطفال السوشيال ميديا الذين اكتسبوا هذه الثقافة من المواقع الإلكترونية بعد ان غرقوا في عالم إدمان الإنترنت وتوابعه من التأثر بالاختراقات الثقافية الوافدة من الخارج حيث اصبحت الفيديوهات هي التى تربي الاطفال والتلاميذ الصغار بديلا للاسرة ناهيك ايضا عن دور الدراما في السينما والتلفزيون التى تساهم كثيرا في تغذية مشاهد البلطجة وترسيخ صور ومشاهد سلبية غالبا ما تكون مشوهة بعقول الشباب وارتباط ذلك كمثال لتريند (البيت اللي مفهوش صايع ..حقه ضايع) وبدوره يقودنا الي مفهوم التنمر الالكترونى ايضا!!

بدون شك الجرائم المدرسية تشكل مؤشر خطير علي وجود خلل بمنظومتنا الاخلاقية والقيمية والناتج عن ضعف غرس القيم والمبادىء التربويه الحميدة بنفوس الصغار وهى المسؤلية الاولي للاسر ثم مؤسستنا التعليمية والثقافية والدينية وأجهزة الاعلام ولا نبالغ اذا ارجعنا اسباب وقوع جرائم العنف الجسدى او الجنسي الي التشوهات المعرفية للمتهمين 

وكثير من الطلاب يبررون انتشار السلوك المؤذى الي غياب البيئة المدرسية الآمنة وضعف الرقابة والتخلص من الأنشطة التربويه الفعالة لمواجهة تعدد الفترات المدرسية او للمحافظة علي الحصص الدراسية

أرفض ان يتحول البعض في المجتمع لبيئة تخاصم ترسيخ الاخلاق الحميدة والقويمة وتناصر ثقافة البلطجة واعتبارها سلوكا بطوليا وتصوير البلطجى في المسلسلات والأفلام علي انه الصورة المثالية للبطل المحبوب مما يشكل خلطا في المفاهيم عند ابنائنا من الصغار وحتى الشباب بشكل يتسبب في تعرضهم لازمة ذهنية واخلاقية وسلوكية والتى تغذيها الدراما

ومن الاهمية استعادة العلاقة الايجابية بين المعلم وطلابه وخروج النخبة الفكرية والثقافية عن صمتها وتفعيل أدوار المؤسسات الاجتماعية المختلفة واعداد برامج توعوية للوالدين وحرص مدارسنا علي تنظيم الندوات الاخلاقية لتوضيح خطورة ثقافة العنف والبلطجة وقيام المؤسسات الدينية بتعزيز الدعم النفسي والروحى والتربوى لاستعادة ثقة الشباب وتاثرهم بالقيم النبيلة التى تدعمها أجهزة الإعلام والدراما الهادفة

ومن الاهمية مراعاة ان تكون المعالجات عقلانية ومعتدلة وخاصة البدايات من عند الاطفال والنشىء الصغير نتيجة انتشار وسائل التواصل الاجتماعى التى افرزت ظاهرة أطفال السوشيال ميديا وما اعقبها من تريندات الشهرة المبكرة لهم عبر مشاهد لفيديوهات سواء كانت مضحكة او محتويات يومية واعمال خيرية ومنها واقعة فيديو الطفلة هايدى التى منحت متسولا ٥جنيهات بدلا من شرائها كيس شيبسي 

ولا يمكن انكار او اغفال اهمية هذه الافعال للقيم النبيلة والمعنوية لبناء مجتمع قوى دون ان يتم استغلال الاطفال ماديا بهذه المشاهد التى تؤهلهم لنجومية مبكرة من جراء التريند ..علما بأنه من الخطورة المبالغة في استغلال المواقف العفوية لهم لانها ستؤدى علي المدى البعيد لافتقداهم الثقة بالنفس حيث يبدأ الطفل في البحث عن المظهر الخارجى والاهتمام برد فعل المتلقي من المواطنين اكثر من اهتمامه بالتطور الطبيعى لسلوكه مما قد يدفعه لتكرار سلوكياته العفوية بشكل مصطنع بالمشاهد التالية!!

اننا بحاجة لترسيخ قيمة العلم بنفوس طلابنا وابنائنا وتحفيزهم علي الجد والاجتهاد وتسليط الضوء علي مكانة المعلم وصون كرامته وتقدير جهوده وتوفير كل السبل التى تعينه علي اداء رسالته النبيلة وهو ما نلمسه خلال ال١١ عاما الماضية نظرلدوره المحوري لاعداد اجيال متميزة علميا وتربويا في محطة اساسية لتشكيل العقول مع مراعاة مساندة الاسر لجهوده بمراقبة ابنائهم وتوجيههم وغرس حب العلم بنفوسهم بجانب مراعاة تفادى تخلف البعض في ثقافة كيفية التربية والتعليم مع تكامل أدوار المؤسسات المختصة الاخرى مع دوره حيث يعتبر الشريك الاول في مسيرة بناء مستقبل واعد للوطن وخاصة إذا ما تم استثمار مقاعد الدراسةفي البحث العلمي لحل مشكلات المجتمع
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية