تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > سيد أبواليزيد > بين ثقافة النزاهة والتلاعب!!

بين ثقافة النزاهة والتلاعب!!

مع انطلاق ماراثون امتحانات الثانوية العامة والتى  تشغل اهتمامات اسر اكثر من ٧٥٠ الف طالب وطالبة ومعها تحترق الأعصاب حرصا علي تحصيل الدرجات واملا في حجز مقعد بأفضل الكليات ..تتسارع معها التصريحات للمسؤولين  عن العملية التعليمية باتخاذ الاجراءات الكفيلة للتصدى لمحاولات الغش الالكترونى

وليست بالعصا الالكترونية وحدها نتغلب علي حيل الغش الالكتروني ..بل لابد من ربط ظاهرة الغش في الامتحانات وعلاقتها اولا بالتربية الاسرية حيث ان جذور هذه الظاهرة لا تقتصر فقط علي صعوبة او سهولة المادة العلمية او الضغوط الأكاديمية بل انها تشتعل من بيئة الاسرنفسها نظرا لوجود فىة من الآباء والأمهات ينظرون الي الغش كوسيلة اساسية لتسهيل اداء ابناىهم في الامتحانات معتقدين في ذلك انها تخفف من وطاة ومعاناة الطلاب امام ضغوط ورقة الأسئلة!!

ومن المؤكد ان القائمين علي العملية التعليمية يدركون تماما  خطورة الظاهرة التى تشكل تهديدا مباشرا لنزاهة التعليم نظرا لانها تهدر تحقيق مبدا تكافؤ الفرص بين الطلاب وتؤدى الى ترسيخ ثقافة  التحايل والي ان تفقد الاختبارات قيمتها الحقيقية كوسيلة لتقييم القدرات والامكانيات لدى الطلاب

اتصور ان عدم جاهزية بعض من الطلاب للامتحان قد تدفعه للغش ويرجع ذلك الي اهمالهم للمذاكرة والمواظبة علي تحصيل دروسهم من مدارسهم مع بداية كل فصل دراسي وبشكل يدفعهم للبحث عن طرق تضمن لهم النجاح السريع فضلا عن غياب الثقة بالنفس والخوف من الفشل واجتياز الامتحان ولذلك يلجاون الي الغش حيث يعتبرونه وسيله مشروعة لتحقيق اهدافهم!!

ينبغى ادراك ان النجاح الحقيقى يتوقف علي بذل الطلاب لمجهود متواصل وتعب في التحصيل العلمى التزاما بالصبر والمثابرة مع مراعاة ان فكرة النجاح ليست مرهونة بالحصول علي العلامة الكاملة بل بمدى حرص الطالب علي استيعاب المعلومة العلمية وتوظيفها وليس مطلوبا تحقيق التفوق المطلق بقدر اكتشافه لامكانياته المفردة والعمل علي تطويرها بما يخدم مجتمعه

وحصول بعض من الغشاشين علي مواقع او اماكن بالجامعات ليست مخصصة لهم علي حساب المجتهدين المكافحين قد يؤدى الي فشلهم لاحقا في التخصصات  التى تم ترشيحهم عليها دون استحقاق لأنهم غير مؤهلين لها فضلا عن غياب الكفاءة في العديد من المجالات العملية ويتسبب ذلك في وقوع خسائر فادحة داخل المجتمع ويرسخ علي المدى البعيد لثقافة التحايل والتلاعب علي حساب ضعف ثقافة النزاهة والأمانة والصدق

وإصرار البعض من الطلاب علي الغش مع بداية حياتهم العلمية قد تحوله الى مدمن واسير له ولن يكتفى بالغش في الامتحانات بل يتحول الي سلوك أصيل يشكل جزءا من حياته المهنية وهنا تكمن الخطورة علي مجتمعه حيث ان المهندس الغشاش قد يسهم في سقوط العمارات ويزهق ارواح الابرياء من سكانها ويسرى هذا الأمر علي الطبيب ذو القدرات المتواضعة ونتائج فحصه الطبي اواجراء عملياته الجراحية وينعكس بالفعل ذلك علي تزايد اعداد ساكني القبور!!

وانتشار  ظاهرة الغش في اي مجتمع يشبه الوباء والسرطان  المستفحل الذي ينخر في ثوابت وإعمدة المجتمع  ويتسبب بالنهاية في مرضه وتخلفه وتراجعه وصولا الى مرحلة الهدم وليس البناء والتقدم ..وليس معني وجود عقبات في حياتنا ان تكون مبررا للغش بل ينبغي أن تكون دافعاللاصرار علي تحقيق النجاح بطرق مشروعة

ومن الخطورة تشجيع البعض من اولياء الامور لابنائهم الطلاب على اللجوءللغش دون وعي نظرا لانه قد يؤدى مع مرور الوقت الى عواقب نفسية وإصابة ابنائهم بحالة من اللامبالاة تجاه القيم والمبادئ الاجتماعية والدينية

اننا بحاجة  إلى تكاتف الاسرة مع المدرسة  والمؤسسات التعليمية مع الإعلام والمؤسسات الدينية لاعادة الانضباط  لبعض من الابناء من خلال رسائل موجهة  لهم لتوضيح مخاطر الغش حيث ان الجهود التوعية منذ الصغر تشكل حجر الزاوية في بناء مجتمع قوى اخلاقيا ومتماسكا علي أسس النزاهة وتمتد تاثيراته علي شخصية النشء ومعتقداته وقيمه بما يؤهل لاعداد جيل قادر علي مواجهة التحديات ملتزما بثقافة النزاهة والصدق والأمانة علي حساب ثقافة التلاعب والتحايل لتجاوز القوانين دون وجه حق!!
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية