تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > سهيلة نظمى > من بن جوريون لديان لنيتانياهو

من بن جوريون لديان لنيتانياهو

يقول الفيلسوف الصينى صن يات صن: إذا عرفت عدوك وعرفت نفسك فالنصر لك مائة فى المائة، وإذا عرفت عدوك ولم تعرف نفسك فاحتمال النصر خمسون فى المائة، وإذا لم تعرف عدوك ولم تعرف نفسك فالهزيمة لك مائة فى المائة.

 

أريد صبرك معى أيها القارئ فأنا على أعتاب أو مقالات تحديد موقعنا نحن العرب مسلمين ومسيحيين ومعنا العالم الإسلامى أصحاب القضية الفلسطينية من تصنيف صن يات صن، بعدها نستطيع بدء الخطوة الأولى على طريق النصر مائة فى المائة.

«المستوطن الجندى» هذا تعبير وتصور ووصف هرتزل للمواطن اليهودى، «إسرائيل هى تجمع المحاربين» هذا تصور بن جوريون من بعد هرتزل للمواطن اليهودى، ويقول أيضا إن حدود إسرائيل فى المستقبل ستكون حيث يستطيع أن يقف الجيش الإسرائيلى. المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ترسم سياسة إسرائيل واستراتيجيتها على أساس العنف والقتال من حرب لحرب هذا ماقاله الكاتب والصحفى الفرنسى ايرك رولد بعد زيارة لمدة شهر لإسرائيل منذ أكثر من نصف قرن.

فكرة الوطن القومى لليهود قامت منذ بدايتها على القوة العسكرية، لذلك أصبح اغتصاب الأراضى الفلسطينية يستلزم استعمال العنف المادى وفرضه، ومن هنا كانت نشأة الآلة العسكرية الإسرائيلية حتى ماقبل قيام الدولة حين تكونت عصابات إرهابية صهيونية فى فلسطين هدفها تحقيق ماعجزت السياسة عن التوصل إليه لإقامة دولتهم، ومنذ قيام جيش الدفاع الإسرائيلى فى 1948 والمؤسسة العسكرية لم تتزحزح عن تنفيذ المخطط الصهيونى العالمى فى إقامة إسرائيل الكبرى من النيل للفرات، وتعمل جاهدة بكل مالديها من قوة فى التخطيط والتنفيذ والضغط لتحقيق أطماعها التوسعية التى تؤمن بها وتعمل من أجلها عسكريا، لذلك هناك حقيقة واحدة تقول إن الشعب كله جيش والجيش كله هو الشعب ولايوجد جيش إسرائيلى وإنما شعب تحت السلاح أو مجتمع حامية عسكرية.

السؤال هنا هل تغير شىء فى هذا النهج منذ 1948؟ الإجابة بالطبع لا. سمعنا كثيرا وصف سياسة العقاب الجماعى الذى تمارسه إسرائيل على سكان غزة بعد السابع من أكتوبر فهل هذه السياسة جديدة؟ أيضا لا، لأن المجازر وحمامات الدم التى تم تنفيذها ضد العرب منذ ١٩٤٨ والتى أثارت انتباه العالم أجمع لشدة أهوالها إنما هى إجراءات مدروسة وجزء من برنامج إرهابى لإجلاء كل العرب من فلسطين، ومن منا ينسى مذبحة دير ياسين ١٩٤٨وقبية ١٩٥٣ ومذبحة كفر قاسم ١٩٥٦ ويونيو ١٩٦٧، وليس جديدا عليهم حرمان الفلسطينيين من الخدمات الطبية ونسف المستشفيات، ومارس موشى ديان ذلك كثيرا وتباهى به كثيرا أمام الكنيست، والعقاب الجماعى ليس اختراعا جديدا سبقت به كل الجيوش الفاشيستية، حيث يستخدم كمحاولة لإخماد الشعور الوطنى والمقاومة وإجبارها على الاستسلام، ولكن وقائع التاريخ تشهد أن العقاب الجماعى فشل ويفشل وسيفشل مع أهلنا الصامدين فى غزة لأنه يؤدى إلى مزيد من المقاومة. مارست العسكرية الإسرائيلية أقسى صور العقاب الجماعى على قطاع غزة والقدس منذ أكثر من نصف قرن حتى الآن.. فى عام 1969 قدم صحفى انجليزى فى جريدة التايمز وصفا دقيقا للحالة القائمة فى الأرض المحتلة فى مقالين، وأثار ضده عاصفة فى مجلس العموم البريطانى لنشره هذه الحقائق المروعة فى حق الإنسان قائلا إنه وجد أن الموقف فى الأراضى العربية المحتلة يماثل إلى حد كبير الموقف فى فرنسا عام ١٩٤0 عند احتلالها من قوات النازى، وإنها لمأساة أن يتعرض سكان الضفة الغربية الفلسطينيون لاضطهاد جديد على أيدى الجيش الإسرائيلى مماثلا لما تعرض له اليهود خارج فلسطين واستخدم وصف نسف المنازل دون توجيه إنذار أو تهمة.

وعلقت صحيفة نيوز تشلاند الصادرة فى ألمانيا الديمقراطية آنذاك أن الانتقام الجماعى من المقيمين فى الأرض العربية المحتلة لا يخرج عما يتبعه الجيش الأمريكى فى فيتنام. كم مرة أدانت منظمة الأمم المتحدة إسرائيل ونددت بسياسة العقاب الجماعى التى يطبقها جيش إسرائيل فى الأرض المحتلة، وكم مرة صدر قرار الإدانة والمطالبة باحترام و تنفيذ اتفاقيات جنيف والإعلان العالمى لحقوق الإنسان وبموافقة 80 % من دول العالم ، فهل توقفت إسرائيل من يومها؟!

يعفينا مناحم بيجين من جهد التفكير فى الإجابة إذ قال مخاطبا أبناء إسرائيل: ينبغى ألا تستكين إسرائيليتكم عندما تقتلون أعداءكم العرب ولا تأخذكم بهم شفقة أو رحمة حتى ندمر الحضارة العربية المزعومة ونقيم حضارتنا على أطلالها.

عقيدتهم تتلخص فى أنه بالقوة والسلاح نقتلع الشعب العربى صاحب الأرض الشرعى من مكانه، وبالقوة والسلاح نحول الأغلبية إلى أقلية والأقلية إلى أقل وللحديث بقية.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية