تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
فى انتظار تصاريف القدر
"بما أن اليهود يؤلفون شعبا تجاريا فى جوهره، فمن المنطق والطبيعى أن يتم زرعهم على طول الطريق العظيم للتجارة القديمة ، ذلك الذى يمر عبر محور القارات الثلاث الكبرى، ولابد من أن يمثل سوريا شعب تجارى فهى تقع على الطريق العظيم للتجارة القديمة، وخلاصة القول.. أن سوريا لن تصبح فى أمان إلا إذا أضحت فى أيدى شعب شجاع ومستقل يتمتع بالحيوية، فضلا عن تشربه العميق بالشعور القومى وهذا الشعب هم اليهود، فأرجعو إليهم قوميتهم وبلادهم من جديد وليس من سلطة على سطح الأرض ستستطيع زحزحتهم بعد ذلك" ، تلك كانت أحلامهم وأمانيهم منذ قرون" !!
والكلام السابق ورقة ووثيقة من آلاف الوثائق فى ملف وثائق وأوراق القضية الفلسطينية لعلى محمد على الصادر عن مركز دراسات الشرق الأوسط . تثبت هذه الورقة أن أطماع الصهاينة لم تكن فى فلسطين وحدها بل فى سوريا أيضا بحذافيرها وحدودها، وأن احلامهم أبعد من تقاسم سوريا مع أهلها، هم يريدون سوريا خالصة لهم من دون أى عرق أو طائفة أو عشيرة .
فى خطاب هرتزل أمام القيصر الألمانى فى فلسطين فى أكتوبر 1898 قال بعد مقدمة طويلة عريضة كلها أكاذيب وأضاليل عن أبناء إسرائيل المساكين التى كانت سوريا وفلسطين لآبائهم، ولم تعد لهم ولا يربطهم بهذه الأراضى المقدسة لقب امتلاك حقيقى قال: «نحن نخطط لقيام شركة يهودية لأراض سورية فلسطين ستحمل على عاتقها مهمة القيام بهذا المشروع ونطلب أن تكون تحت حماية القيصر الألمانى".. وقدم الصعبانيات وتذلل وتمسح للقيصر وقال إن فكرتهم هذه لا تسىء إلى حقوق أحد ولا إلى مشاعره الدينية، إنها تؤمٍن المصالحة التى كانت دائما مرغوبة ، وزاد وعاد فى مسألة احترام اليهود لجميع الأديان التى قامت على التربة التى قام عليها دين آبائهم .
هذه الأوراق كفيلة أن تؤكد أن إسرائيل يوم احتلت الأراضى السورية بعد 8 ديسمبر2024 ذلك اليوم الذى استولى فيه الشرع على السلطة فى دمشق أنها لن تتخلى عن قمة جبل الشيخ، أو عن شبر واحد مما احتلته، فقد عززت وجودها العسكرى فى القنيطرة قرب مرتفعات الجولان، حيث الموارد المائية والعمق الإستراتيجى، وكثفت ضرباتها وعملياتها العسكرية فى عمق الأراضى السورية وسيطرت على جبل الشيخ وأجزاء من درعا جنوبا تطبيقا لمنطقها فى إقامة المناطق العازلة والمناطق الأمنية تمهيدا للتوسع الجغرافى، وفرض حقائق جديدة على الأرض تقوض بها السيادة السورية على أراضيها ، وستسعى لاحتلال المزيد، وأن الكلام عن اتفاق تاريخى بينها وبين دمشق بنهاية 2025 تحصل فيه دمشق على ما لايقل عن ثلث مساحة هضبة الجولان المحتلة كجزء أساسى من أى تفاهم سلام مع إسرائيل، كما جاء على لسان مصدر مقرب من الشرع، أو أن سيناريوهين للاتفاق يجرى الحديث بشأنهما يقوم الأول على تقسيم الجولان إلى ثلاثة أجزاء تحتفظ إسرائيل بثلث المناطق ذات الأهمية الإستراتيجية، وتعيد ثلثاً إلى السيادة السورية على أن يٌستأجر الثلث المتبقى لمصلحة إسرائيل لمدة 25 عاما.
والثانى يقضى بأن تحتفظ إسرائيل بثلثى مساحة الهضبة، وتعيد الثلث المتبقى إلى سوريا مع إمكان إجراء ترتيبات تأجير مشابهة ، هو محض كلام وبالونات اختبار وفرقعة، أما ما يجرى على الأرض فهو اللعب بورقة الأقليات والتمسح بحمايتها، ثم العمل على إذكاء النار المشتعلة أساسا بين أبناء الشعب السورى وكلما تطاحن وتقاتل أبناء الدولة مهدوا الأرض وقدموها قصعة يتكالب ويتهافت عليها اللئام لتحقيق حلمهم القديم ، فماذا بقى من سوريا بعد تحطيم دفاعها الجوى والبنية التحتية للجيش السورى .
ماذا ينتظر العرب بعد كل ذلك ، ماذا أنتم فاعلون أيها العرب وخريطتكم العربية تتمزق وتتزحزح حدودها، كما تزحزحت القارات فى الماضى السحيق، ولو أنه كان تزحزحا طبيعيا جغرافيا، هل ننتظر تصاريف القدر وحده.
يا إلهى
أريد أن أغفو بلا ذاكرة..
بلا وجع..
بلا ألم..
بلا جفاف.
أريد أن يتبخر حزنى من جلدى لتنخفض حرارتى..
أن ينبض قلبى دون إحباط !
مثلما أنشد الراحل محمود درويش.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية