تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > سهيلة نظمى > الإسكندرية بين الترام والمونوريل

الإسكندرية بين الترام والمونوريل

أينما وُجِدَت المواصلات وٌجِدَت الحضارة وكان التحضر، ولترامواى الإسكندرية - كما يحلو للإسكندرانية نطقها - بهجته، كنت تسأل أى شخص هنا فى الحبيبة الماريا رغم كسرتها وما آلت إليه أحوالها: ماذا ستركب ؟يقول لك الترامواى، وترام الإسكندرية يعنى الكثير لجيلى تحديدا فكراسيه تحمل بعضا منا. ذكرياتنا التى تعبر أفق الخيال كلما مرَ أمامنا الترامواى ، فمن الإصرار على طلوع الدور العلوى ونحن على البراءة والجلوس بجانب الشباك لتنسُم الهواء العليل صيفا وشتاء إلى نزهتنا فيه أيام الصبا وتنقلنا به إلى المدرسة الثانوية .

أما هو نفسه فتاريخ يحكى منذ قرر محمد سعيد باشا والى مصر فى عام 1860 إنشاء أول وأكبر وسيلة نقل جماعية فى إفريقيا والثانية فى العالم واختار الإسكندرية لتطوير مينائها الكبير وفى أغسطس من نفس العام أصدر والى مصر فرمانه لسير إدوارد سان فيرمان التاجر الإنجليزى الكبير لتبدأ قصة أول خط ترام فى مصر بميزانية كانت هى الأضخم حينها إذ بلغت حوالى 12 ألف جنيه مصرى ، وبدأ العمل فعلا فى 1862 بوضع أول قضبان حديدية فى منطقة مسلة كليوباترا وهى محطة الرمل الحالية ليتم افتتاحه فى 8 يناير 1863، وتمكن القطار الذى كان يجره 4خيول ومكون من 4 عربات ما بين الدرجة الأولى والثانية والثالثة من نقل السكندريين من محطة الرمل إلى بولكلى ثم حدث تطور ثان وثالث ورابع إلى أن وصلنا إلى الترام الذى يعمل بالأسلاك الكهربائية ، ثم ضاق الحال به وضاقت الطرق بأهلها ولم يعد فى قوس الصبر منزع ولم تعد الإسكندرية تحتمل سكنى أكثر من عشرة ملايين نسمة يتنقلون فى شريط ضيق طويل، فجاء التخطيط الذى حمل اسم الإسكندرية 2000 ووضع قبل بداية الألفية بعقدين وجاءت فيه أهم دراسة حددت الداء ووضعت الدواء بضرورة إنزال ترام الرمل تحت الأرض وعمل طريق بديل للكورنيش وطريق الحرية وكهربة قطار أبو قير وإيصاله لبرج العرب، لكن الإسكندرية لم تتقدم خطوة واحدة فى طريق فتح شرايين التنقل الخانقة.

اتفقت رؤية تلك الدراسة مع رؤية الدولة فى ضياع الوقت دون تحقيق تقدم ملموس، واختيار أنسب الحلول لمشكلة المواصلات فى الإسكندرية، وتم اقتراح أن يصبح قطار أبو قير محورا آخر، وعمل مونوريل مناسبا للإسكندرية، وأن يصل حتى أبى قير وبرج العرب.

قال لى الدكتور اللواء عفيفى كامل وكان عضوا بمجلس النواب السابق إنه قدم بيانا فى 2017 طالب فيه بضرورة إنشاء خط مونوريل على خط الترام حتى يكون شريانا جديدا يخدم قطاعا كبيرا من المواطنين بدلا من تطوير خط الترام الحالى، واعتبر ذلك إهدارا للمال العام، كما قدم طلب إحاطة لرئيس مجلس النواب تحفظ فيه على خطة وزارة النقل التى تضمنت تطوير ترام الرمل بقرض قيمته 150 مليون يورو، أى ما يعادل مليارا ونصف المليار جنيه وقتها. إن الصرف على تطوير ترام الرمل لم يعد مجديا وغير فعال الآن بالشكل المطلوب ولن يؤثر على سيولة المرور أو تسهيل الحركة، فالطرق فى الإسكندرية ضاقت بأهلها، يؤيد هذا الكلام كثير من الخبرات الفنية فى هذا المجال ومعظم نواب الإسكندرية السابقين فى المجلس.

أما من جهة التراث وتاريخ الترام السكندرى الضارب فى القدم فإنه يمكن الاقتصار على خط يسير من محطة الرمل إلى المنشية ومنها إلى رأس التين، وبذلك نكون قد حافظنا على التاريخ ولم نضيعه .

نتمنى التدخل لإنقاذ الإسكندرية من الاختناق واتخاذ الحل المناسب الحاسم القوى والفعال الذى يخدم أكبر عدد من سكان الإسكندرية.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية