تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

إسبانيا التى تدهشنى

بينما وقف رئيس وزراء بولندا وسط ضباب الدخان والتلوث البيئى الذى يضرب وارسو ليسخر من 500 مليون أوروبى يطلبون من 300 مليون أمريكى حمايتهم من 140 مليون روسى، ثم يزيد فى السخرية من مليارى مسلم وعربى يطلبون من بقية العالم أن يحموهم من سبعة ملايين يهودى، خرج بيدرو سانشيز رئيس وزراء إسبانيا ليعلن إلغاء عقد ضخم مع إحدى الشركات الإسرائيلية لشراء أنظمة المدفعية المتقدمة بقيمة تقارب 700 مليون يورو وقوفا بجانب فلسطين،

لم يكن هذا الإلغاء هو الأول فقد سبقه خلال شهر واحد إلغاء صفقة صواريخ مع الكيان المغتصب بقيمة 270 مليون يورو. مكررا حديثه هذا فى عدد من المدن الإسبانية .

 

تدهشنى حقا إسبانيا تلك الدولة الأوروبية المنشأ والتصنيف لكنها لا تحمل صفاتها هى فى أقصى جنوب غرب أوروبا، دافئة حنونة شعبها ودود يرعى أرحامه يخصص وقتا كبيرا للتجمع مع الأهل والأصدقاء، يقولون عن اللغة الإسبانية إنها الأسعد فى العالم من بين عشر لغات عالمية أكثر استخداما، لأنها تستخدم كلمات أكثر إيجابية مثل الحب والضحك والتى تحسن المزاج فى حين تقلل من استخدام الكلمات السلبية مثل الحزن والبكاء.

 يدهشنى أيضا ذلك التناغم بين الشعب الإسبانى وحكومته فى مناصرة الحق الفلسطينى فلم يفتر حماس وشغف وتأييد الشعب للقضية منذ السابع من أكتوبر 2023، مئات الآلاف يخرجون كثيرا حاملين أعلام فلسطين مرددين الشعارات التى تنادى بالحرية لفلسطين والشعارات التى تصم إسرائيل بالإرهاب،

ومنذ أيام عبَر سانشيز عن أسفه لعدم امتلاك بلاده القنبلة الذرية لردع إسرائيل مما أثار جنون الكيان الغاصب ليقول وزير خارجيته إنه لعار على إسبانيا ما يحدث.

اتخذت أسبانيا موقفا تاريخيا فقد تم إصدار الإعلان الملكى بقانون مكافحة الإبادة فى غزة بوقف بيع جميع أنواع الأسلحة لإسرائيل ومنع عبور السفن التى تحمل وقودا لجيش الاحتلال الإسرائيلى، وحظر مرور الطائرات التى تنقل مواد دفاعية عبر الأجواء الإسبانية

وجاء أيضا فيه أنه يُمنع دخول نيتانياهو وأركان حكومته والمتورطين بجرائم الإبادة وتقليص الخدمات القنصلية للإسبان المقيمين فى المستوطنات وحظر استيراد منتجات المستوطنات فى غزة والضفة وتعزيز الدعم وزيادة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.

فلسطين حاضرة فى العالم كله وتكثر حكايات الدعم والمساندة بجميع السبل الشعبية والحكومية من دول العالم ولكن المساحة تضيق عن الحديث عنها فلنا حديث آخر إن كان فى العمر بقية، لكنى اخترت إسبانيا لأنها تقف وقفة غاية فى النبل والأخلاق الكريمة والتزام الحق، فهل قُدِر لهذا البلد الذى قامت فيه دولة للعرب والمسلمين حين كانوا لله خلائف ثم طُرِدوا من هذه الديار لمًا أصبحوا على ثراها طوائف، هل قدر لها أن تكون أقوى مناصرة للحق العربى والإسلامى فى فلسطين.

إننا لن نخرج مما نحن فيه بين عشية أو ضحاها وفى الوقت نفسه قد يستطيع نيتانياهو الإساءة ردحا من الزمن وقد يتطاول أكثر علي الدول ويحسب أن الجو قد خلا له غير أنى أرى أن الدائرة تضيق عليه وأن قضاء الله الحكيم يتربص به حتى حين، ثم سيتمكن الوثاق من أعناق الصهاينة، غير أننا لايصح أن تنام عيوننا بين العيون الخائنة ولا يجوز أن نترك أيدينا عزلاء بين المخالب المفترسة ولا أن نقف صفا أعوج مختلا أمام جبهة متحدة من عتاة الإجرام.

أيها العرب سرق اللص خزائن فرحتنا ومازال يسرق وسيسرق إن لم تستفيقوا .

فالطف لأجل رسول العالمين بنا.. ولاتزد قومه خسفا ولا تسم

يارب أحسنت بـدء المسلمــين بـه.. فتمم الفضـل وامنح حسن مختتــم

رحم الله أحمد شوقى.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية