هى تجربتها الجريئة الثانية بقضايا لم يعد مسكوتا عنها.. شاركت أمينة خليل منذ 5 سنوات بفيلم (حظر تجول) عن زنا المحارم.. قدمه المخرج أمير رمسيس بحرفية شديدة بدون ابتزال.. هذه المرة تصدرت أمينة المشهد الدرامى بمسلسل (لام شمسية) بشخصية (نيللى) الأم البديلة، زوجة الأب التى تفزع بتعرض طفل زوجها للتحرش.. أطلقت صرخة مدوية هزت القلوب، تمسكت بحدسها، أمام شكوك المحيطين بها.

أداء الممثلين جاء هادئا والحوار هامسا وصامتا أحيانا، رغم سخونة القضية، وامتدادها للعلاقات الحميمية الزوجية، بمناقشتها كأنك نزعت غطاء صهريج بدرجة الغليان.. أكدتها انفعالات أمينة النفسية، وصدمة الأب (أحمد السعدنى) ورغرغة الدموع بجفنيه مع تكرار الفعلة المشينة بين طفليه، والابتسامة الشاحبة لصديق العائلة وسام (محمد شاهين) المتهم بالتحرش واللعبة السرية والفراشات المضيئة المريبة، وزوجته رباب (يسرا اللوزى) تعانى شيئا خفيا بنظراتها الحائرة، ودسها كاميرا بغرفة ابنتها لمراقبتها.. إشارات قد تفك شفرة الطفل يوسف (على البيلى) بنظراته الزائغة.. الطفل لايبوح بسره، ليس خوفا، لكن حتى لا تتغير نظرة الناس له.. وسره الدفين يدفن معه إن لم يستخرجه الطبيب المعالج.. هنا يأتى الأداء المدهش للطفل، أن يصدق التعبير عما يجب أن يخفيه.. إنها براعة المخرج كريم الشناوى الذى أشبعه بتلك الأحاسيس.. وخيوط أجادت حياكتها السيناريست مريم نعوم وراجية حسن، وخففت الموسيقى الناعمة لمينا سامى حدة التوتر مع الإضاءة الموحية. فلتزح المدارس وشاح الخجل مثل (لام شمسية) وتدرج بمناهجها التثقيف الجنسى بفهم طبيعة الجسم وحدود علاقات الطفل مع القريب والغريب.. ليزداد الصغار علما ووعيا وحماية.