ثلاثة تربعوا على عرش الحوار على مدى تاريخ التليفزيون.. مفيد فوزى وحمدى قنديل وسمير صبرى.. تميزوا باتساع الثقافة وغزارة المعلومات واليقظة خلال الحوار حتى يلتقط من اجابة الضيف خيطا ليبادره بسؤال لم يعد له سلفا.. فيثرى الحوار ولايستأثر به وحده.. فى عام2000 أجريت مع الكاتبة الصحفية أهداف البندارى حوارا معهم للأهرام.. استعددنا جيدا لهم وكأننا مقدمون على حلبة مصارعة.. خاصة مفيد فوزى.. الذى اعترف بأنه مستفز ومراوغ حتى يستخرج مافى القلب.. قلنا: نشعر أنك ضابط مباحث أوملاكم وخصمك هو الضيف.. رد: نعم البحث عن الحقيقة يحتاج مباحث وتحريات.. ولا أخشى الحرج حتى إن ضيفا قال: إننى أكرهك.. والمذيع الذى يثير الاستياء والاعجاب فهو ناجح.. فوجئنا بنهاية الحوار يخرج ورقة من مكتبه ويكتب لنا اقرارا بتوقيعه (اقر وأعترف أنها أكثر مرة تعرضت فى حوار صحفى من النغز الذكى).. شهادة نعتز ونحتفظ بها.

كتب مفيد فوزى مقدمة كتابى (الفرعون الأخير.. كمال الملاخ).. لمعرفتى بصداقتهما الوطيدة.. واستعان به الملاخ وقت تأسيسه جمعية النقاد صانعة المهرجانات السينمائية الدولية فى مصر.. يحكى مفيد: فوجئت بوزارة الشئون الاجتماعية لإنهاء اجراءات اشهار الجمعية، أن وكيل الوزارة هو (أنور أحمد) الذى قام بدور الزعيم مصطفى كامل بالفيلم الشهير للمخرج أحمد بدرخان عام1952.. أنهى أنور كافة الإجراءات ممهورة بختم الدولة.

اختزل مفيد خبرته بالناس.. ان الغبى هو «مدعى الذكاء»، والناجح هو الذى «حذف الغرور» والمتواضع هو «غير المتسلق» والحب «جاذبية رغم الأشواك» والغيرة يراها «مُرة» والإخلاص فى تقديره «صفة نادرة».. لروحك السلام والرحمة.