تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

محمد عبدالمنعم.. كن أنت

التقيت الرئيس الأسبق حسني مبارك مرتين، إحداهما عام1989، فى أثناء تحليق طائرته من أسوان للقاهرة، قرر الهبوط فى الأقصر. زيارة مفاجئة لم تكن مُعدة سلفًا، لتفقد الاكتشاف الأثرى العظيم «خبيئة معبد الأقصر». كنا ضمن وفد صحفي برفقة وزير الثقافة النشط فاروق حسني. صافحنا الرئيس وأجاب عن أسئلتنا، كان ودودا للغاية. المرة الثانية، كانت دعوة نادرة للقاء الإعلاميين السنوي مع مبارك، لم أكن ضمن «المجموعة المختارة»، لكن الأستاذ محمد عبدالمنعم، مستشار الرئيس الصحفي، جعلني بينهم.. لقاء أضاف لي الكثير مهنيًا. كان عبدالمنعم تلميذًا نجيبًا بمدرسة هيكل، محررًا عسكريًا واعيًا لدراسته بالكلية الجوية، لدرجة أن هيكل قال: «إذا اختلفت مع محمد عبدالمنعم في معلومة عسكرية.. خذوا برأيه»! رفض صحافة «الجحور» المنفصلة عن الواقع، المعروفة فى الخارج باسم «صحافة الفئران» أسوأ أنواع الصحافة التى تعمل على تضليل المجتمع وتغييب الوعى. درس الأدب الإنجليزى، لعشقه للأدب والموسيقى، لا أنسى مقاله «انتحار داليدا» عام1987، ركز إنسانيا على ظاهرة انتحار المشاهير، داليدا وهيمنجواي ومارلين مونرو.. أهداني كتابه «كن أنت»، استلهم عنوانه من أغنية سيناترا «بطريقتي»، كلماتها كمن تعبر عنه شخصيا: «حانت لحظة النهاية، وأصبحت في انتظار إسدال ستار الختام، أنجزت ماينبغى على القيام به في مسار حياتى، ليس هناك ماأندم عليه سوى القليل، تشهد قصة حياتى بأننى وقفت صامدا شامخا أمام العديد من الضربات، حرصت على تنفيذ كل ما خططت له.. لكن الأهم أننى قمت بتحقيق ذلك بطريقتي أنا». سلامٌ لروحك يا أستاذ.. كنت نقيًّا.. وظللت نفسك حتى النهاية.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية