تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
سعد وتريزا و«القاهرة السينمائى»
حكاية خيالية مُرة لكنها شديدة الارتباط بواقع يزداد قسوة تجاه كبار السن. تريزا، عاملة تُحال للتقاعد، تُنقل قسرًا، وفق قانون المدينة، إلى مستعمرة منعزلة للمسنين، حتى لايثقلوا اقتصاد البلد. تسأل الشرطة: لماذا العزلة؟ ويأتي الرد بسخرية جارحة: لأن المسنين «تراث وطنى حي»! تراث يتعامل معه كعبء، وكائن فاقد الإرادة تحت وصاية الأبناء. تحلم تريزا بركوب الطائرة، لكن ابنتها ترفض خروجها من المستعمرة، فتقرر الهرب. تبدأ رحلة مثيرة عبر بحيرات الأمازون، هروبًا من مدينة تحاصر كبارها بالقوانين، وبحثًا عن مكان يحترم أحلامهم الصغيرة. وحين يُضبط مسن هارب، يُعاد إلى المستعمرة فى سيارة مزودة بقفص حديدى يشبه قفص الحيوانات. مشهد يلخص رؤية مجتمع ينتزع حرية من صنعوا تاريخه. هذه أحداث الفيلم البرازيلى «المسار الأزرق» شارك بتصويره 13 مصورًا، وأداء لافت لدينيذ وبينبيرج (تريزا)، عمل ممتع ومؤلم فى آن واحد. استحق أن يبدأ به مهرجان القاهرة السينمائى لياليه. ورغم أن البرازيل ترعى مسنيها جيدًا، فإن رمزيته تصيب الواقع: آباء معزولون، وجحود أبناء، ودول تنظر لكبارها كعبء رغم تاريخهم. وما أمنية تريزا بالطيران إلا رمز لحرية مفقودة. أما السؤال الذى يفرض نفسه: كيف مرّت مئوية ميلاد سعدالدين وهبة دون التفات من المهرجان؟ الرجل الذي أعاد للقاهرة السينمائى صفته الدولية، وترك إرثًا سينمائيًا ككاتب سيناريو لروائع مثل «زقاق المدق، الحرام، مراتي مدير عام، الزوجة الثانية، أرض النفاق، أريد حلًا». سهو أتمنى أن يتداركه الفنان حسين فهمي بحفل الختام، فالاحتفاء بالرموز هو الوجه الحقيقي لمهرجان يحترم السينما وتاريخها.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية