ماذا لوعرفت وأنت بكامل صحتك أنك ستموت بعد 3أيام؟ هل ستعيش حياتك بنفس الطريقة؟ سؤال إجابته تلمس مشاعر إنسانية معقدة.. فجأة الوقت يكون له قيمة جديدة، كل دقيقة غالية.. وتحدث مراجعة ومحاسبة للنفس: هل أنا راض عن حياتي؟ هل هناك أحد محتاج أطلب منه السماح وأقول له «أنا آسف» أو «أنا بحبك»؟.. قد يصل البعض لحالة من السلام والرضا بما تبقى له من أيام، والتقدير العميق لأشياء بسيطة، فنجان قهوة، ضحكة طفل، نسمة هوا، أولحظة صمت، كلها تصبح كنوزا.

هذا صدى مشاهدتى للفيلم الأمريكى (الحياة أو شيء من هذا القبيل)، ليس الموت هو الفكرة، لكن الحياة التى لانعيشها.. تجسد أنجلينا جولى شخصية مذيعة أخبار أنيقة وناجحة لكنها سطحية ومتصنعة الأداء مثل كثير من مذيعاتنا.. ثم يحدث تحول بالشخصية وتزداد أنجلينا عمقا وتأثيرا مع التطور الدرامي.. حاورت متشردا قادرا على التنبؤ، وسألته عمن سيفوز بمباراة بيسبول، أجابها وحدد بكم سيفوز، والسماء ستمطر غدا رغم صفائها، وسيقع زلزال، وأنت ستموتين الخميس المقبل.. لم تأخذ كلامه بجدية، إلابعد تحقق نبوءاته الواحدة تلو الأخري.. تغيرت وتصالحت مع من حولها، واعترفت بحبها لمن اختارته، وابتعدت عن حياتها العشوائية، وظهرت ببرنامجها أكثر نضجا ووعيا.. فى أثناء سيرها بالشارع، أصابتها رصاصة بالخطأ، نقلت للمستشفى ونجت بأعجوبة.. مر الخميس ولم تمت، لكنها رأت أن النبوءة تحققت، قالت: جزء منى مات.. الجزء الذى لم يكن يعرف كيف يعيش. لماذا ننتظر لنعرف متى نموت لكى نفعل الصواب بحياتنا؟.. ابدأ فورا بهذه اللحظة، الدقيقة ستفرق معك.