تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الفراغ الكبير

حملت بيوت وقصور الثقافة على عاتقها لسنوات طويلة مهمة الارتقاء بالمواهب، والوعى المجتمعي، وأى تقصير، ليس منها وإنما من بعض القائمين عليها.. إغلاق 120 بيت ثقافة فى الأحياء الفقيرة هو أكبر من مجرد تقليص ميزانية، إنه انسحاب وزارة الثقافة من مساحات الوعي، وتركها نهبًا لفراغ كبير يتسلل منه الجهل والتطرف.. الثقافة ليست ترفًا، هى استثمار فى الإنسان، الفقراء قبل الأغنياء، والعشوائيات قبل المناطق الراقية.. وبعد إلغاء الفنون من بعض مناهج التعليم! أصبحت ملاذا بمنتدياتها الفكرية والمكتبات والأنشطة السينمائية والمسرحية والموسيقية والتشكيلية والفلكلورية وأندية الطفل.. حظيت رئاسة الهيئة بشخصيات صنعت عصرها الذهبي، سعد كامل وسعد وهبة ود.سمير سرحان وحسين مهران، ونبغ الكثير من الشعراء والأدباء، وأثروا الحياة الثقافية.. وباستثناءات قليلة، تمكن منها الإهمال وتراجعت عن أهدافها التى كانت تسمو بالإنسان فى القرى والأقاليم فكريا ووجدانيا.

أتذكر انزعاج د.جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق عام2014 بقوله: يوجد نحو550 قصر وبيت ثقافة، تغطى مصر وتربط بين جنباتها لو كانت فعالة! حاليا مشلولة، ومحاولات تحويلها لنشر الفكر المتشدد، بدلا من أن تكون أماكن إشعاع لنشر الثقافة.. وحكى وقتها أحد الكتاب الكبار أنه عند تنفيذه تكليفا بتولى منصب مدير قصر ثقافة قشتمر، فوجئ بمدير القصر بالإنابة يجلس على مكتبه يرتدى جلبابا! وزهد الشباب عنه بعد أن خلا من الأنشطة الفنية والأدبية، وأصبح كله يتمحور فى الدين والمواعظ، الجسد أصابه الهزال، يحتاج علاجا والإدارة بفكر مختلف، يواكب عصر السوشيال ميديا، والذكاء الاصطناعي، دون التخلى عن القيم والرسالة النبيلة.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية