تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الشاعر.. منحوس ومحظوظ

«اقطف الزهر ما دمت تستطيع، فالوقت يداهمك، والزهرة التى تبتسم اليوم ستموت غدًا» تلك ومضة الشاعر حين يبدع. الطب والمحاماة والهندسة والصحافة مهام نبيلة تحفظ الحياة، أما الشعر فهو الجمال والحب والرومانسية، الأشياء التى نحيا من أجلها.

 

قد يضيء الشاعر كالنجم فى بداياته ثم يخفت ضوؤه فجأة، كمن فقد وجوده. هكذا كان أوسكار، بطل الفيلم الكولومبى «الشاعر» للمخرج ميسا سوتو. شاعر نضبت موهبته حين دهمه القلق والشكّ فى منتصف العمر. تُشفق عليه وتبتسم لسخريته من نفسه ومن المجتمع، وهو يتدحرج بين الفقر واليأس. حاملاً فى داخله رسالة نبيلة تنبهنا عن معاناة المبدعين الذين يعانون البطالة والإحباط وعدم التقدير.

علّق أوسكار على جدرانه صورة قدوته، الشاعر الكولومبى خوسيه سيلفا (1865–1896)، الذى عاش سلسلة خسارات قاسية وانتحر فى الحادية والثلاثين. وأيضا أقدم أوسكار على الانتحار، لكنه فشل كعادته. عاش سيلفا للشعر لا من الشعر، ومعظم الشعراء كانت لهم مهن أخري: شوقى كان محاميًا، وإبراهيم ناجى طبيبًا، وأمل دنقل صحفيًا. قبل أوسكار، على مضض، العمل معلمًا للفلسفة، ليصلح صورته الأبوية أمام ابنته. اكتشف موهبة شعرية لدى إحدى تلميذاته الفقيرات. توفير الطعام لأسرتها أهم من الشعر. حاول أن يصنع منها نجمة، وفشل، بل واتُّهم ظلمًا بالتحرش بها، قبل أن تُعلن براءته.

ظننت للحظة أن النحس يطارده فى الواقع أيضًا، بخسارته جائزة التمثيل لصالح أحمد مالك. كان الحظ أفضل بفوز «الشاعر» بنجمة الجونة الذهبية. استحقتها كل عناصر الفيلم عن جدارة. وهكذا نجا الشاعر من نحسه على الشاشة.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية