وهكذا بدأت في الظهور أولى بشائر ضم وزارة الهجرة والمصريين في الخارج إلى وزارة الخارجية.
وأنا لا أقول هذا من فراغ بل بدا الأمر واضحا من خلال مؤتمر المصريين بالخارج الذي بدأ اجتماعاته أول أمس وتحت شعار محبب للقلب.. خالب للوجدان.. ألا وهو "من أم الدنيا إلى كل الدنيا" وهو شعار لو تأملنا معناه لأدركنا أنه شعار جامع مانع لا يتضمن مجرد عناوين رئيسية وانتهى الحال بل يستهدف الداعون له والقائمون عليه أن يتعرضوا لتفاصيل التفاصيل وهذا ما حذا بالمشاركين فيه أن يتفاعلوا مع الحدث تفاعلا إيجابيا ومؤثرا.
*** 
دكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية وأحسب أن هذا أول نشاط يمارسه بعد تعيينه في الحكومة الجديدة تحدث حديثا مقنعا فلم يوزع الوعود يمينا وشمالا ولم يتجاوز الحقائق بل يبدو أن مدة عمله الدبلوماسي الطويلة قد أكسبته ولا شك خبرة فوق خبرة واستعدادا فوق استعداد..

ولقد أمعن المشاركون في المؤتمر التأمل فيما قاله الوزير حول إسهام أبنائنا في الخارج في عمليات التنمية .. قالها الوزير بفهم وتواضع وسعة رؤية.

 أيضا حرص الوزير على أن يؤكد على أن الخارجية المصرية تولي اهتماما بالغا بطيورنا المهاجرة وبذلك رد على أكاذيب الذين دأبوا على فبركة الحكايات وترديد الأكاذيب بغير حق.
*** 
في اليوم التالي مباشرة لانعقاد مؤتمر المصريين بالخارج استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي وزير الخارجية بوصفه رئيس اللجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان حيث استعرض د. عبد العاطي مهام اللجنة وكيف أن إنشاءها بمبادرة من الرئيس السيسي في 14 نوفمبر 2018 يعكس إرادة سياسية حازمة وجادة في تنفيذ كافة التزامات مصر في مجال حقوق الإنسان فضلا عن وجود قناعة بأن هذه الحقوق تعد مكونا هاما في إستراتيجية التنمية المستدامة..
ومع ذلك فقد عاود الرئيس التأكيد على وزير الخارجية ضرورة دمج أهداف إستراتيجية حقوق الإنسان في سياسات الدولة وهذا ما يشجع كل القيادات والمسئولين في شتى المواقع أن يضعوا في اعتبارهم أن حقوق الإنسان هي السبيل في بناء جمهورية جديدة قوامها كرامة الإنسان وأمنه وأمانه وحقه وواجبه..
*** 
في النهاية تبقى كلمة:

زمان كان مجرد الحديث عن حقوق الإنسان يدخل في إطار الممنوعات.
الآن رئيس الجمهورية هو الذي يوجه ويفتح منافذ العدالة والمساواة أكثر وأكثر.. وبالتالي سوف يجيء الغد بإذن الله حاملا معه بسمات الخير والتفاؤل والأمل.
*** 
و..و..شكرا