تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
نعم.. هناك أمل
ماذا لو أن أحدنا غامَرَ فأكد أن مصر يمكنها، فى بضع سنوات قليلة، أن تتحول لتصبح واحدة من أقوى وأغنى وأنجح (بل وأسعد) الدول فى محيطها العربى ومجالها الإفريقى؟.. طبعًا سيصيح فى وجهه المتشائمون: بأمارة إيه؟.. امشِ يا هذا فما كلامك إلا أضغاث أحلام، وأوهام عقلٍ مأفون ذاهل عما حوله.. العب بعيد يا شاطر!
حسنًا، ما الضير من حالم يحلم، ألم يحدث وتحققت أحلام كانت مستحيلة فصارت وقائع تسير على الأرض؟.. واللهِ لقد حدث.. واقرأ إن أردت تجارب النمور الآسيوية ومعجزاتها. ثم.. أليست القاعدة المنطقية، التى تربينا عليها، هى أنك إن سعيتَ إلى الخير لَوَجدتَه؟..
تعالوا نتفاءل فنبنى على معطيات موجودة فعلا الآن فى هذا الوطن:
هل تنكر، يا صاحِ، أننا فى مصر، وعلى النقيض من شعوب عديدة حولنا، لدينا دولة مكتملة الأركان؟.. قُل لى: أَعِندَكَ مؤسسات متماسكة أم لا قياسًا على الاهتراء القائم الآن فيمن هم حولك؟
أليس لمصر، ولله الحمد والمِنّة، جيش وطنى قوى يذود عن الأرض، ويحمى العِرض؟.. وجهاز أمنى منضبط تمتد أقسامه إلى كل شبر فتسير سيادتك، وأولادك، فى الطرقات، فى عِز الليل، آمنًا مطمئنّا؟.
أليس فى مصر مدارس وجامعات يقصدها فى كل طلعة شمس ملايين التلاميذ والطلاب؟.. ومستشفيات وتأمين صحى وأجزخانات فى شتى القرى والنجوع؟.. صحيح هى ليست بجودة مستشفيات ألمانيا أو اليابان.. لكنها (ماشى حالها) وتعالج الناس والسلام.
طبعًا ستأخذنى سيادتك الآن إلى (التقيلة) ( الاقتصاد).. وستهمس بخبث: حدثنى عن الاقتصاد يا ظريف المعانى؟
ماشى.. ولنسأل: هل هو صحيح، كما يروِّج كارهو الأوطان الصائدون فى الماء العَكِر، اقتصاد ضائع منهار، لا أمل فيه؟.. تعالَ نحسبها بالورقة والقلم.
لك ملايين المصريين العاملين بالخارج يملكون دولارات تسد عين الشمس.. فماذا لو نجحنا ( وسننجح) فى جذب أموالهم فى استثمارات حقيقية مدروسة بعناية؟ فلوس دى ولا مِش فلوس؟.. يا عم الحاج.. إن أبا مكة لوحده عرضوا عليه ٨ مليارات جنيه أو يزيد فقال لا.. وهناك الآلاف مثله بالخارج.. ثم ترجع فتقول مصر فقيرة.
.. ثم أراكَ تنسى قناة السويس، والسياحة، التى يمكن أن تصبح الدجاجة التى تبيض لك الذهب، إن أنت أحسنت تربيتها، واعتنيت بها جيدًا. وعندك يا سيد الناس زراعة وصناعة وبنية تحتية تقول لأكملها بنية فى العالم: قومى لأقعد مطرحك!.. يا عم اخلع نظارة نادية لطفى السوداء هذه وشَغّل مخك.
آآآآه.. ستغمز بطرف عينك وتهمس متخابثًا: طيب والديون يا بطل؟.. عادى جدا.. كل الدول مدينة.. وأمريكا نفسها، بجلالة قدرها، أكبر مدين بالتاريخ.. ولم يخرج أحد ليقول أمريكا (خربانة). اسمع.. إن لمشكلة الديون تلك حلولا كثيرة، أهمها أن تجعل المعروض من السلع فى سوقك الداخلية من إنتاجك المحلى، وصناعتك الوطنية، ساعتها ستقلل فاتورة الاستيراد، وتعظّم الصادرات، وتجيب فلوس من بيع صادراتك، تسدد بها قروضك ( واحدة/ واحدة).. وبالفعل هناك جهود حثيثة حاليًا للنهوض بالزراعة والصناعات المحلية.. فلماذا اليأس؟
معقول ما يروجه المتشائمون؟.. هل صناع الحضارة، وكتبة التاريخ الذين شكّلوا فجر ضمير البشرية، وقاهرو المستحيل (نحن المصريين) عاجزون عن تجاوز أزمتنا؟.. دا كلام؟
اسمع يا عم المتشائم.. تريد أن تراها سوداء معتمة أنت حر.. لكن أرجوك اجعل رأيك لنفسك ولا تتسلل بين الناس ناشرًا سموم يأسك وإحباطك وعجزك وكسل عزيمتك.. إذ من ذا الذى منحك حق مصادرة الحلم وقتل المستقبل؟.. ابعد يا أفندى الله لا يسيئك.. فالنفسية لا ينقصها أمثالك اليومين دُول خااااالص.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية