تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > سمير الشحات > منهجان للتفكير.. والخيار لك!

منهجان للتفكير.. والخيار لك!

أمامك يا صاحبى خيار من اثنين، إما أن تصحو الصبح مكتئبا، مشمئِزًا، لاويًا (بوزك) شبرين، وتتقافز فى وجهك شياطين الأرض والسماء، أو أن تستيقظ فترغم نفسك إرغامًا على الابتسام، وتتوجه إلى البالكون، فتستقبل أشعة الشمس بعينيك، فتبتهج، وتنتعش، وتهمس: اصطبحنا واصطبح المُلك لله. هُما خياران مُتاحان ومجانيان.. ولحضرة جنابك الاختيار.. فماذا سوف تختار؟

 

على فكرة، إن لكل منهما متعة خاصة. ما هذا.. وهل للاشمئناط ومط الشفتين قَرَفَا وامتعاضًا أى متعة؟ نعم.. وهى أنك ستعود مسرعًا إلى البطانية، فتشدها إليك شدّا لتحجب عنك أى ضوء شارد، وهنالك ستشعر بالدفء، وتوسوس لك شياطينك: نَمْ يا عم نم، فليس للأيام الصعبة من فائدة إلّا النوم، وهكذا يمضى بك قطار العمر وأنت تأكل الأرز باللبن مع الملائكة (لأ.. لأ.. لأ.. بلاش الأرز الله لايسيئك.. غالى اليومين دول حبتين!).

وأما بالنسبة لإيجابية الخيار الثانى، (خيار البهجة والمرح والابتسام)، فهى أنك بقفزك من الفراش، فتغسل وجهك وأسنانك، وتهرول باحثا عن رزقك، ستجرى الدموية فى وجنتيك وعروقك، فتنشط، وتتنفس بعمق، وقد تغنى مع السِّت: فما أطال النوم عمرًا.. ومع فريد: الحياة حلوة!

سؤال: ألا تشعر بالكدر والغم وضيق الصدر كلما صحوتَ وتتمنى لو أنك لم تستيقظ؟ سؤال آخر: هل (شيلانك) الهم حل لك أى أزمة؟.. أبدًا. إن الهموم كماء البحر.. كلما شربته ازداد عطشك. يعنى إيه؟.. إلامَ تُلمح؟ تريد منا أن ننحاز إلى الخيار الثانى، فنقبل على الحياة، ونتخلص من صندوق الأفكار السوداء التى تطاردنا كالكوابيس رغم ما نلاقيه من المتاعب والمصاعب والأزمات؟..

لِمَ لا؟.. فلتحاول، وإليك هذه اللعبة البسيطة: قل لنفسك وأنت ذاهب إلى النوم الليلة: نويت الصيام اليوم عن أكل الهموم وشرب الأفكار السوداء حتى أذان المغرب، ثم اجْبِرْ نفسك إجبارًا على التفكير فى السعادة والمرح والسرور. إن عدة ساعات من البهجة (المُتوهَّمة) لن تؤذيك كثيرًا. إذن حاول.. ماذا ستخسر؟

وربما يمكنك إضافة لعبة أخرى أبسط، وهى أن تكتب بالقلم الأزرق (إيّاك والقلم الأحمر أو القلم الأسود.. إذ الأحمر هو لون الغضب.. والأسود لون الأحزان!) كشف حساب بما حصدت فى يوم الصيام هذا من مكاسب. وطبعًا فإن المكاسب ليست فلوسا فحسب (وإن كانت ضرورية بالتأكيد). هناك الصحة والعافية، وثمة إنجازك فى العمل (إن كنت أنجزت!)، وهناك حلاوة قضمة سندويتش الفول أبو زيت وليمون فى فمك، ثم الحبسة برشفة الشاى المتين، وضحكاتك مع الأهل والصحاب، ولن تنسى بالطبع أن دخولك بيت الخلاء وعملك كما يعمل الناس، بيُسرٍ وسلاسة وانبساط، هو مكسب تهون أمامه الدنيا وما فيها!

ولعلك، علاوةً على ذلك، لاعب لعبة ثالثة أبسط وأبسط، وهى أن تكرر على مسامع قلبك وروحك فى أثناء ساعات صيامك عن الأحزان هذا تلك العبارة الخالدة الموروثة عن أسلاف الأسلاف (وأنا مالى!).

إنهم يتحدثون عن الدولار.. وأنت مالك.. هل أنت من حائزى الدولار؟.. ويثرثرون عن الديون وميزان المدفوعات والموازنة وما اعرفش إيه.. ما دخلك أنت.. هل سيادتك خبير اقتصادى؟ ويشتكون من الأسعار.. فليشتكوا.. بُكرة الدنيا ترخص.. حد عارف المستقبل فيه إيه؟.. هل قرأتَ الغيب؟ اسمع: إن تركيمك الهموم فى قلبك ورأسك لن يغير شيئًا.. فأَرِحْ واسترِحْ.. واضحك من قلبك.. وخليها على الله.. على رأى يحيى حقى!.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية