تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

مرموش.. تجارة رابحة!

ليس هذا حديثًا فى كرة القدم وإنما هو حديث فى مقتضيات الأمن القومى. ستسأل: وهل هناك علاقة بين الساحرة المستديرة وشواغل الأمن القومى؟.. يوووووه، علاقة وطيدة جدًا وحياتك.. ولسوف ترى.

إننا لا نعرف حتى الساعة مدى صحة (أو عدم صحة) هذين الخبرين اللذين تداولتهما السوشيال ميديا، وإن كنا نتمنى أن يكونا صحيحين. الخبر الأول يقول إن إبراهيم عادل، لاعب فريق بيراميدز لكرة القدم، (23 سنة) قد أتاه عرض من نادى وولڤر هامبتون بالدورى الإنجليزى، بـ 7 ملايين إسترلينى. ويقول الخبر الثانى إن عرضًا آخر جاء من نادى خيتافى الإسبانى المرموق.

.. ثم قرأنا أن بيراميدز بدوره شدد على أنه لن يقف حجر عثرة أمام مستقبل هذا الشاب الواعد، ولن يمانع فى احترافه، بشرط أن تكون العروض جادة وتليق بمهارة وكفاءة هذا اللاعب الشاطر الحريف.

وبطبيعة الحال، ليست خافية على أحد تلك الموجة من الفرح والفخر والزقططة التى انتابت المصريين بعد تأكيد خبر انتقال عمر مرموش من الدورى الألمانى إلى واحد من أفضل أندية العالم، بل يكاد يجمع النقاد على أنه الأفضل على الإطلاق، وهو مانشيستر سيتى بإنجلترا، وهكذا بات لنا، نحن المصريين، بطلان عبقريان أشوسان فى الدورى الأعرق، دورى الإمبراطورية التى لم تكن تغرب عنها الشمس، بريطانيا العظمى.. مرموش وصلاح.

عظيم جدًا، فما دخل الأمن القومى المصرى، يا عم الحاج، فى حدوتة مرموش وصلاح وإبراهيم عادل هذه؟
وهل هذا سؤال يا أذكى إخوتك؟..
ألا تعرف مدى ما تمثله كرة القدم اليوم فى عقل وقلب ووجدان (بل وجيوب) الشعوب؟..
تعالَ نأخذها واحدة واحدة.

خذ عندك:
أولا، إن مرموش (حصوة فى عين اللى ما يصلى على النبى) تم انتقاله مقابل 60 مليون إسترلينى، (ويقولون بل ثمانين).. فهل تعرف يا كابتن كم تعادل 80 مليون استرلينى بالملطوش المصرى؟.
اضرب فى 63 وستعرف.
إنها خمسة مليارات ويزيد يا حبيب والديك.. فاقرأ المعوذتين.

طيب وما علاقة الأمن القومى بالفلوس؟..

يا راجل عينى فى عينك، ألا تعرف يا هذا أننا فى عالم مَن ليس معه فيه قرش فلا قيمة له ولا بقرش.. وأن اقتصادات كرة القدم تعادل اقتصادات دول مجتمعة بكاملها؟

.. ونروح لثانيًا. إن صورة الدولة فى أذهان الناس بالمجتمع الدولى (أو ما يسمونه الإيميدچ)، باتت جزءًا لا يتجزأ من قوتها، ومكانتها، وبديهى أن مكانتك وسمعتك الدوليتين ستجلبان لك استثمارات، وسياحا، ومشاركات فى صنع مستقبل العالم، ومناقشة قضاياه ومنازعاته وحروبه.. ومصر ليست أى دولة والسلام. إن من أفضل سبل تحقيق الشهرة الدولية كرة القدم..

وانظر إن أردت إلى حجم ما تنفقه دول كالسعودية وقطر والإمارات على نشاط كرة القدم.

.. ولماذا نذهب بعيدًا.. قل لى كم مرة تكرر اسم إيچيبت كلما صنع الإيچيبشان كينج، مو صلاح، هدفًا أو رقّص ترقيصة، أو جاب جون.

.. وأما ثالثا، فإن أحد أعمدة أمنك القومى تلك الدعاية الخارجية الناجحة الفعالة التى تواجه بها سيادتك الدعاية المضادة المغرضة المسمومة الكارهة وطنك.. وفى هذا الشأن تنفق الأمم مليارات ومليارات لتوضيح الصورة الحقيقية لها، فما بالك لو أن تلك الدعاية للوطن ستكون مجانية، وتصل إلى كل بيت من بيوت العالم، على يد (وأقدام) لاعبيك المحترفين بالخارج فى شتى اللعبات؟.

ويبقى، رابعًا، ذلك الفخر والاعتزاز، وارتفاع الثقة فى الذات القومية، التى تعترى البسطاء من أبناء الوطن كلما أحرز مو صلاح، أو عمر مرموش، هدفًا.. فكم تساوى باللهِ عليك صيحة الفرح هذه التى ترتج لها جدران المقاهى والشوارع والمنازل والحارات كلما هَزَّ أبو صلاح الشِباك؟

..وإذن فهى فرحة، وفلوس، ومكانة دولية، وفخر يملأ نفوس الغلابة. وبناءً عليه ليت السادة أعضاء اتحاد الكرة عندنا يعدلون قوانينهم وإجراءاتهم بحيث يسمح السادة الأكابر، رؤساء الأندية، للاعبيهم بمغادرة أنديتهم كلما طلبتهم أندية العالم المتقدم، فإذا أتوا ليشاركوا فى المنتخب الوطنى لعبوا كرة قدم بحق وحقيق. إن مصر، يا حبايب مصر، هى التى فوق الجميع، فكفانا تغليبًا للمصالح الضيقة، وها أنتم ترون مدى التردى الذى بلغته الكرة المحلية عندنا.. فقد انتهى أسلوب (خُد ياض الكورة وروح هات جون)..!.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية