تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
كرة اليد.. ومنجم الذهب!
سؤال برىء خالٍ من الغرض: كم مليون يا تُرى شاهدوا مباراة الزمالك والأهلى الأخيرة، سواءً عندنا هنا فى مصر، أو فى الدول العربية الشقيقة؟ عشرات الملايين طبعًا. سؤال ثانٍ (ليس بريئًا هذه المرة): كم مليون غير مصرى فى بلدان الكون غير الناطق العربية تابعوا مباراتك الميمونة، والدُرّة المصونة، والجوهرة المكنونة؟.. لك ورقة بمائة جنيه لو أنك جزمت بأن أكثر من عشرة آلاف شاهدوها هناك، أو حتى سمعوا عنها!
طيب.. سؤال ثالث فيه الشفاء كله: كم تعتقد سيادتك عدد الذين تابعوا مباريات منتخبنا لكرة اليد فى بطولة العالم التى أقيمت بالسويد وبولندا؟.. إن قلت عشرة ملايين سنجيبك: بل أضعاف هذا الرقم. سؤال رابع (فيه اللوع كله) : هل ثَمّةَ أحد فى الدنيا (باستثناء ثُلّة من العرب وقليل من الأفارقة) يتابع كرة القدم المصرية؟.. أرجوك لا تقل إنهم كلهم يعرفون صلاح.. فصلاح يلعب فى ليڤربول يا كابتن.
سؤال أخير (صادم): كم ترتيبك فى تصنيف الفيفا فى كرة القدم، وكم ترتيبك فى كرة اليد؟ إن كنت تعرف لكنك تتغافل فتلك مصيبة.. وإن كنت لا تدرى فالمصيبةُ أعظمُ. أنت يا أستاذ فى كرة اليد ضمن العظماء الثمانية فى أرض الله، حتى رغم خسارتك أمام ألمانيا بفارق هدف واحد يتيم، وبعد إكسترا تايم.
الكلام على إيه؟ الكلام يا حبيبى عن أننا لم نمنح كرة اليد، رغم نبوغنا فيها، واحدًا على مائة من اهتمامنا بكرة القدم رغم تقهقرنا المتواصل فيها، ولسان حالنا يردد مع عبد الوهاب: بافكر فى اللى ناسينى/ وبانسى اللى فاكرنى.. وباهرب من اللى شارينى/ وادوّر على اللى بايعنى!
طبعا ستجادل كعادتك : لكن كرة القدم لعبة شعبية، وتعشقها الملايين، بينما كرة اليد (يعنى لامؤاخذة.. على أدَّها حبتين).. وأراك ستضيف: ولا تنسَ أن كرة القدم (بيزنس) هائل، وفاتح بيوت خلق ياما. آآآه.. هنا بيت القصيد.. البيزنس!
يا خلق الله.. إلى متى سنظل نُصوِّب سهامنا نحو الفراغ، ونشوط الكرة إلى خارج الشبكة فنعجز عن إحراز الأهداف؟.. إن كرة اليد منجم ذهب كله منافع غائب عن اهتمامنا. منجم؟.. كيف يعنى؟.. خذ عندك:
أنت أولا، من خلال كرة اليد، تستطيع تحقيق سمعة عالمية هائلة، والسمعة شهرة، والشهرة سياحة، ومكانة، واستثمار، ودولارات.. ألست تحب الدولارات؟.. إنك فى كرة اليد صِرتَ من الكبار، ومن سادتها، ومن ثم فهى يمكنها أن تمثل قيمة مضافة لك، بدلا من المدعوقة كرة القدم التى تجعلنا ننام والدمع فوق الخدود. لماذا لا تسعى إلى جعل مصر مركزًا إقليميا (واستثماريا) لكرة اليد؟ .. فَكِرْ فالتفكير ليس حراما.
وثانيا، أنت، بتحويلك كرة اليد عندك لتصبح لعبة شعبية، سوف تستقطب مئات الآلاف من الصبية والشباب المنتشرين فى أصقاع المحروسة، وتحديدًا فى الريف الجوانى والصعيد الصبور.. ومعلوم من البديهيات بالضرورة أنك فى هذة اللعبة (اليد) لن تحتاج إلى إمكانيات ضخمة.. مجرد ٣ خشبات، وحَتة أرض خلاء، وادخل يا ابنى العب مِنّك له.
ليس سرًا أنك تعانى البطالة، والبطالة (بعيد عن السامعين) حسرة للولد ولوالديه، وضيق فى النفْسِ والنَفَس، وكآبة فى الروح والأفكار، وأرض خصبة للتخريب والعبث والإرهاب، فإن أنت جعلتهم يمارسون الرياضة، فقد أزحت عنهم الهواجس، وفرجت الأسارير، فيتنفسون بارتياح.. ويلعبون فى الجُرن، أو فى الحارة، أو حتى على قارعة الطريق، بأيديهم، وأدمغتهم الذكية، وليس بأرجلهم!
ثم ثالثا، فإنك، من خلال تشجيعك كرة اليد، يمكنك تكوين قاعدة عريضة من ممارسيها، بطول البلاد وعرضها، وقد يسافر بعضهم إلى الخارج، فينجحون، ويتردد اسم مصر فى كل مكان، ويرتفع علمها فوق الصوارى، بدلا من الحلوة الأمورة، كرة القدم، التى استعصت علينا، وتمنعت، وخرجت تطلب الخُلْع.
ولعلم سيادتك فإن المصريين، اللهم لا حسد، يتمتعون بالبنية الجسدية المناسبة تماما لممارسة كرة اليد، من حيث الأكتاف العريضة، والأيدى الطويلة، والسواعد النحيلة التى فيها حيلة... ثم الدماغ العالية القادرة على تسجيل الأجوال من (خُرم إبرة)، فضلا عن الإرادة الصلبة صلابة صخور المعابد، وحجارة الأهرامات، وصوّان سد أسوان.
اسمع، إن كرة القدم خلاص راحت عليها عندنا، واليوم يومك يا كرة اليد، وانظر إن شئت إلى عدد محترفيك (اللى بجد موش كِده وكِده!) فى اللعبتين، أو إلى عدد بطولاتك فى هذه، وعددها فى تلك، ثم قَرِرْ، وسلم لى على كاس العالم!
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية