تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
غزة والثوابت السبعة
سنوات طويلة ظل الشك يكاد يقتل الكثيرين مِنّا نحن العرب، حول ماهية وطبيعة القضية الفلسطينية، وعما إذا كانت هناك قضية فلسطينية أصلا. ثم جاء السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ ليعيد تأكيد المؤكَّد، وترسيخ الراسخ، وتثبيت الثابت. نعم.. مازالت القضية الفلسطينية حية، وفلسطين ستظل قضية العرب الأولى.
صمود غزة وأهلها الباسلين أعادنا، وأعاد إلينا، بداية الحكاية، (حكاية السنوات الخمس والسبعين الفائتة)، منذ وقوع النكبة المشئومة، حيث نجاح الصهاينة فى سرقة وطن، ما كان أبدًا لهم، ولن يكون. إن ملحمة الصمود تلك، (التى يدفع ثمنها الآن بدمائهم أطفال ملائكية الدم والروح)، أعادت تأكيد الثوابت، وتوضيح الواضح.
أول هذه الثوابت، أن هناك شعبًا بلحم ودم اسمه الشعب الفلسطينى، مازال حيًّا، وبه شرايين تنبض بعنف، وتصرخ: الموت أو الحرية، وأنه مهما طال الزمن أو قَصُر، سوف يسترد الشعب أرضه السليبة، شاء من شاء، وأبَى من أبى.
والثابت الثانى هو أن الفلسطينيين لم يعودوا يكترثون بالأساطير المؤسِسَة لجبروت الغاصبين، شُذّاذ الآفاق، المتدرعين بالحديد المجلوب من كل حدب وصوب، المتخندقين خلف متاريس أثبت يوم ٧ أكتوبر أنها متاريس من ورق. نعم.. نحن أمام شعب خرج يطلب الثأر، ولن ينسى أبدا أرضه وكرامته وحق دم أطفاله، ولن يتعب حتى ينال ما يريد.
وثالث الثوابت أن شعوب العرب، هؤلاء البسطاء الغلابة الملهيين (على عينهم!) فى أكل العيش، وتربية العيال، لم تَمُتْ، وها هم أُولاء مازالوا يتذكرون، بل مازالوا موقنين، بأن (فلسطين عربية يا نيتانياهو)، وليست صهيونية، ولا هى للبيع أو التفريط.. ومن ثم فإنهم، رغم كل محاولات الميديا الغربية لطمس الوعى، وتزييف الحقائق، لايزالون مؤمنين بأنه فى يوم ما، سوف تعود فلسطين إلى أصحابها الحقيقيين.
أما الثابت الرابع فهو أن ماكينة الحرب، مهما بَغَت وطغَت وجارت، لابد لها فى مساء يوم ما أن تصدأ، على عكس الإرادة، التى أبدًا لا تموت ولا تصدأ.. وها البرهان الساطع ما جرى فى مستوطنات ظنوا أنها منيعة، وما هى بالمنيعة. إنك لا يمكنك أن تخضع شعبا يمتلك إرادة الحياة بالحرب، إذ الحرب دائمًا قابلة للصدأ..!.
الثابت الخامس، سيادتك تتباهى بأن معك سلاحا؟.. ماشى يا كابتن.. أنا أيضا يمكننى أن أشترى السلاح.. والسلاح بالأسواق (على قفا مِن يشيل!)، وبائعوه ما أكثرهم.. وسنظل، أنا وأنت ـ يا أيها الغاصب المتنمر- نتقاتل إلى أبد الآبدين، إلى أن أعيد حقى. ستقول: ستموت دونه. ماشى.. لى طفل وطفلة سيظلان يلاحقانك. ستقول: سأقتلهما. ماشى.. افعلها ولتتحمل وزر الدم البريء الذكى الذى سيظل يطاردك فى كوابيسك حتى يعود الحق، ويهدأ فوران الدماء.
والثابت السادس أن الغرب، الزاعم أنه متحضر، لا هو متحضر ولا حاجة، وهو كما هو، منذ نشأته البغيضة على جثث المقتولين غيلة، منافق، متلوِّن، قلاب للحقائق، حاكم بمعيارين، رغم أكاذيبه عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والحيوان، (وما اعرفش إيه!).. وبالتالى فلا تنتظر منه انتصارا لحق، أو الوثب لمكرمة، فكل ما يهمه مصالحه و(بَسّ)!..
ويبقى الثابت السابع إذا الشعب يومًا أراد الحياة/ فلا بُدَّ أن يستجيب القَدَر.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية