تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
رمضان.. راحة للجسد والروح
مثلما أن للأبدان أدرانًا تستوجب الاغتسال، فإن للأرواح أثقالا تقتضى التخلص منها بين الحين والحين. ولا شك فى أننا، فى عصرنا هذا، فى ساعتنا هذه، نعانى قلقا روحيا كاد يكون غير محتمل، وربما لم يعرف مثيلا له سابقونا من الناس. عصر هو، غامت فيه الرؤى، وارتبكت الضمائر، وأصيب فيه اليقين عند الكثرة من البشر بضربات فى مقتل.. إلا من رحِم ربى.. فنادرا ما يرتاح فيه الواحد منا فى نومه، وإن نام استيقظت عنده الوساوس والكوابيس، وانفتح باب بداخله على مصراعيه لشياطين الأفكار، وأفكار الشياطين، تلتهم سلامه النفسى. ... ثم سيأتينا رمضان، ضيفا كريما، ونعمة من رب الكون مُسداة، ورحمة مُهداة، ومناسبةً لاستراحة الروح من عناء عام كامل من الإرهاق الجسدى والنفسى...
فكيف ياترى نستخدم رمضان لغسل الأرواح المتعَبة غسلا جميلا؟...
ها هى وصفة سباعية البنود لإزالة قلق النفوس فى 30 يوما فقط.
أولا، لملمة أشلاء اليقين المبعثرة.
إن أحدا لا ينكر أن زماننا هذا هو زمن تضاربت فيه الأفكار، واختلطت المعانى، وتناقضت الفلسفات والمعلومات والثقافات، ما نتج عنه خلخلة الأسس التى يقوم عليها بنيان القِيَم عندنا، نحن المصريين. ولعل أهم قيمة من القيم أصابها العطب قيمة الإيمان بأن (المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين). لقد اعتاد آباؤنا والأجداد، أنهم عندما تشتد عليهم الدنيا وتستحكم حلقاتها، وتضيق بهم سبل العيش، أن يهمسوا مبتسمين: يا عم سيبها على الله، فينزاح القلق، وتهدأ منهم الأذهان والأنفس.
أما نحن اليوم فلم نعد نقولها، وإن قلنا فباللسان فقط، بلا يقين. رمضان إذن فرصة لاستعادة هذا اليقين التائه.. حاول.. لماذا لا؟
ثانيا، جوعوا تصِحّوا.
إن أحدث الدراسات الغربية أثبتت أن أنجع السبل لإزالة السمنة هى الصوم الذى يزيل الهم والغم. إن كثرة الطعام تخمة، والتخمة سمنة، فتلجأ سيادتك إلى طبيب التخسيس والريچيم والحِمية، فلماذا لا نجيب من الآخر ونصوم؟
ثالثا، إياك وفلتات اللسان فإن تحت اللسان غالبا سُمّا قاتلا.
أنت فى رمضان حتما، كى يصح صيامك، سوف تحرص على ضبط كلامك، وربط لسانك. وكما تعلم فإن أحد المصادر الكبرى للقلق والتوتر وشيلان الهم، نواتج رطرطة ألسنتنا، ثم مراجعة ما ثرثرنا به.. وكم من شجارات فى البيوت والطرقات وأماكن العمل تسببت فيها فلتات ألسنتنا، فأمسك عليك لسانك فى رمضان يا باشا ربنا يبارك لك.
رابعا، فى كبت الرغبة صدقة.
إن رواد مدرسة التحليل النفسى يعرفون أن أغلب آلام الروح وعذاباتها مصدرها كبت الرغبات والشهوات، وعدم إطلاقها كما شاءت، أو شاء لها الهوى. هنا يأتى رمضان، بروحانياته وصيامه فيعلمك كبح الرغبة وأنت مرتاح وراضٍ، بل وسعيد، بحسبانه كبحا عن إيمان ومحبة لخالق الشهر وصيامه.
خامسا، العبادة عندما لا تكون كِده وكِده.
إن الكثيرين منا، تحت ضغط الجرى جرى الوحوش عن الرزق طوال العام، قد تتحول عندهم العبادات إلى مجرد حركات، بينما الذهن مشغول مشغول. أنت اليوم، فى رمضان، ستعود تمارس عباداتك بمنتهى التركيز والإخلاص، وساعتها سينزاح عنك القلق والخوف.. ورزقك يزيد.
سادسا، تنظيم ساعتك البيولوچية.
اضبط نومك، واربطه بمواقيت الإفطار والسحور.. وتوجه بالدعاء إلى ربك أن يبعد عنك الوخم والسهر والتليفزيون.. وسوف تتخفف من الهموم.
سابعا، ختامها مِسك،
عادى جدا أننا فى زحمة العمل، ولخمة السرعة واللهوجة، أن ننسى تلاوة القرآن الكريم. ما المانع وقد أتى رمضان من قراءة جزء أو جزءين، فى كل ليلة، من كتاب الله.. وهل يزيح الهموم مثل القرآن الكريم؟..
رمضان كريم
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية