تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
خماسية لترويض الخوف
أنت خائف.. صَحْ؟..
عادى جدًا جدًا.. الخوف علينا حق.. وكلنا نخاف.
خائف أنت من المرض، ومن الفقر، وعلى مستقبل العيال، خائف من بُكرة، واللّى ها يجرى فى غزة، وغير غزة.
الخوف حقيقة كل الحقائق.. وقدر مقدور. إنه التنين النارى الذى يسرق بهجة الحياة وراحة البال. وإذا كنا فى الماضى نخاف قيراطين.. فإننا اليوم نخاف أربعة وعشرين.
يعنى جنابك ستخاف ستخاف. ليس فيها فصال. ستخاف وأنت قائم، وأنت سائر، وأنت مُتكئ، حتى وأنت نائم سيلاحقك الخوف فى منامك وأحلامك.. حيث الأحلام هى انعكاس لمعاناة نهارك. يعنى اتفقنا؟..
تمام.. حلو كِده.
ومع ذلك نحن نحب الحياة، ونريدها تمضى دون أن يصيبنا الخوف بالشلل التام. شىء من الخوف (ما يضُرِّش)، على رأى عتريس.
ماذا نفعل؟..
صَدِّق أو لا تصدق.. لابد من المقاومة.
إن مقاومة الخوف بالنسبة للفرد تساوى مقاومة الدول للإرهاب والفساد والإدمان. بدون مقاومة الخوف ينهار الفرد كما تنهار الدولة! إن هى لم تقاوم الفساد..
فكيف نقاوم الخوف يا ترى؟..
هناك روشِتَّة ( خماسية البنود) للمقاومة.
إنها خماسية ( الإيمان/ الأسرة/ العمل/ المال/ المَشْى). مَشْى إيه يا أستاذ؟.. هنشوف. تعالَ نأخذها واحدة واحدة: إن الإيمان بالله تعالى ( أيّا كان الدين الذى تدين به) هو المصدر الأكبر، والسلاح الأمضى، لمقاومة خوفك. لماذا؟.. لأن إيمانك بأن الكون له خالق (سبحانه) سيجعلك تلجأ إليه، لترمى حمولك عليه.
المؤمن (مثل سيادتك)، عندما تشتد عليه الأزمة يرفع رأسه للسماء ويهمس: يا رب ساعدنى. طلب العون فى حد ذاته من إلهٍ، أنت تؤمن بقدرته، سيمدك بمدد وزاد من القوة والحماسة تبدأ بهما مسيرة حل الأزمة. الإيمان يمنح المؤمن طاقة إيجابية تعينه على مقاومة الخوف.
الوسيلة الثانية للمقاومة، بجانب الإيمان، دفء الأسرة. إنك، لو أنك جزء من أسرة، فسوف تجد دائمًا هدفا لاستمرار الحياة مهما تكن مصاعبها، سواءً كنت (أو كُنتِ) أبًا، أو أُمّا، أو ابنا، أو ابنة، أو أخا، أو أختا، أو حتى جَدّا، أو جدة. إن مجرد الفضفضة مع أحد أفراد الأسرة كفيل بإزاحة مخاوف فى الروح لا حد لها، وقد تساعد المناقشة، بل والشجار، على إيجاد حلول للأزمات لم تكن لتخطر لك على بال، فاحرص على أن تكون جزءًا من أسرة لتقاوموا الخوف مقاومة جماعية.
.. وأمّا البند الثالث للخماسية، فهو العمل. أليسوا يقولون دائما إن العمل حياة؟.. ومادامت لا حياة بدون عمل فاشتغل يا عم الحاج أى شُغل.. ومادام العمل شريفا فكل الأعمال مفيدة. وإذا كان ذلك يصدق على الناس بصفة عامة، فهو ضرورة حياة أو موت للشباب بصفة خاصة. ابحث يا عم الشباب عن عمل، أى عمل، واشتغل، وسيكرمك ربنا بإذن الله. وليكن فى معلومية سيادتك أنه لا أحد يصعد السلم بقفزة واحدة، بل تُصعد السلالم درجة درجة.. بهدوء وصبر ودأب.
وربما يكون من النافع فى هذا السياق التنبيه على حقيقة أن سوق العمل اليوم تقوم على اكتساب المهارات لحظة بلحظة، من خلال الدورات الدراسية، والكورسات، وهو ما يتطلب عناءً إضافيا، وهذا العناء اللذيذ هو أكبر مضاد حيوى يقاوم الخوف من المستقبل (والصغير مصيره يكبر.. وكم من صغيرٍ كَبُر). إن العمل هو العلاج الناجع لإنقاذك من ماسورة الهَم والغم والكرب المتفجرة فى روحك الآن.
الدواء الرابع لمقاومة الخوف هو المال، وهنا ليست العبرة بكمية المال، وإنما بضرورة اكتسابه، ولو كان قليلًا. وطبعا لا مصدر للاكتساب إلا العمل (حتى لو كان لك أبوان ثريان !)، فليس أحلى من كسب المال بِكَدِ يدك. إن الحرمان هو أبُ الخوف وأُمه وعمه، لكن تذكّر دائما أن الكمية لا تهم، فالقليل مصيره يكتر، وكم من فقراء تلتلوا الأموال على قلوبهم ولم ينسوا أصلهم.. (عُقبى لك)!.
.. ثم يبقى (المَشْى). إن أسوأ ما يصاب به المرء الاستلقاء ( مُفنيَخًا) متكاسلا مسترخيًا على فراشه مبحلِقًا فى السقف. إنه حينئذٍ يتلقفه الشيطان كما تتلقف الأرجل الكرة فى الملاعب (وهات يا ركل وتلطيش!). انهض من فراشك يا رجل، واغسل وجهك، وانزل إلى الطريق، وامشِ فلا تتوقف عن المشى. ساعتها ستجرى الدموية فى عروقك، ويضىء وجهك، وخوفك رويدًا رويدًا يزول. إن الخوف والكسل صنوان، ووجهان لعملة واحدة، وهما طريق الشيطان إليك، فاقطع عليه الطريق، فالمشى أفضل رياضة للروح والجسد، وبه ومعه تتبخر المخاوف والأحزان. قُم، قُم.. وربك سوف يفرجها.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية