تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

تعالَ نسمع الأطلال..!

مائدة الحياة مكتظة بأشهى الأطعمة من كل صنف ولون، فلماذا نترك هذا الكل ونروح نبحث عن الأرز ( الشايط) بالمائدة لنلتهمه التهاما؟.. إننا - وكما يشيط منا الأرز إن نحن تركناه فوق النار طويلا، أو تعجلنا إنضاجه بتعلية النار قبل أن يأخذ حقه - فكذلك كثيرا ما نترك أعصابنا لتشيط، فتحترق، بسبب الإيقاع اللاهث لحركتنا فى هذه الأيام، ونصحو لنجد بهجة العمر وقد تسرسبت من بين أصابعنا، وينفلت من أيدينا الزمان (على رأى سيد حجاب)!.

 

وهل ثَمّةَ حل لهذه المعضلة؟

نعم، وهو الحل نفسه الذى تلجأ إليه سِت البيت الشاطرة إن هى أوشك أرزها أن يشيط. إنها تلجأ إلى ميكانيزم غاية فى البساطة والسهولة، حيث تقوم بتوطية نار البوتاجاز على الآخر، ثم تضع صفيحة رقيقة كانت فى الأصل غطاء علبة سمن ( وكان أهلنا فى الريف قديما يسمونها شيّاطة) تحت لامؤاخذة (الحَلّة). صعبة دى؟.

.. فلماذا لا يبحث كل منا عن (شياطته) الخاصة به، والتى تكون مناسبة لظروفه وإمكاناته وبيئته لمنع الشياط؟

إننا لو فكرنا قليلا لاكتشفنا أن إيقاع عصرنا الحالى فرض علينا الاستعجال واللهوجة، بل والصربعة، فى كل أنشطتنا وتصرفاتنا، مع أنك إن تأملت قليلا لوجدت أنك، رغم هذه اللهوجة وتلك الصربعة، لم تخرق الأرض، ولم تبلغ الجبال طولا، ولم تصنع مجدًا تتحاكى به الرُكبان!

يعنى نعمل إيه بالضبط حتى لا (تشيط) منا الحياة؟.. إليك إذن هذه الروشِتّة السداسية الأبعاد: أولا، نحن داخلون على رمضان، كل عام وانتم بخير، وفى رمضان نصوم، يعنى نقلل الأكل (هل حقًا تقلل الأكل؟).. فلماذا لا تجعل من الشهر الفضيل مناسبة، لا لتقليل الطعام فحسب، وإنما لحركة حياتك اللاهثة تلك؟.. إن تخمة البطن والعقل والروح بداية شياط الأعصاب، وهى حرق لبنزينك على الفاضى.. فكن كيَّسًا فَطِنا ولا تحرق البنزين.

وثانيا، وبمناسبة رمضان أيضا، لماذا لا تكتفى بمسلسل واحد أو اثنين، وتذهب لتبحث عن حاجة كِدة أبيض وأسود، كالريحانى، أو الكسار، أو إسماعيل ياسين؟

وثالثًا، إن أمامك منجما، أهملناه جميعا للأسف، وهو القراءة. قل بصراحة: متى كانت آخر مرة أمسكت فيها بكتاب فقرأته بشغف؟ إن محاولاتك كسر السأم قد تقودك نحو اكتشافات ومغامرات (قرائية) كانت غائبة عنك تحت ضغط اللهاث المجنون لحياتك الراهنة. عندك مثلا توفيق الحكيم. يا سلام لو وقعت يداك على عصفور من الشرق، والله الله على السلطان الحائر، ويا سيدى على أهل الكهف. يا عمنا إن ليل الشتاء طويل فما أحلى القراءة وساقاك دافئتان تحت البطانية.

وأما رابعا، وانطلاقًا من حقيقة أن التجريب لا يعنى دائما البحث عن الجديد، فإن قديمك المنسى قد تكون فيه المتعة الخالصة. قديم مثل ماذا يعنى؟.. اى قديم والسلام، كُتب، أغنيات، أفلام، ذكريات مخبوءة فى تلافيف أوراق قديمة، أماكن زرتها وتتوق روحك إلى رؤيتها من جديد.. المهم أن تنتشل نفسك من إدمان الغرق فى المعتاد، والمكرر، والرتيب.

خامسا، ما رأيك لو أنك قمت بزيارة لعمنا، وعمهم، وعم الكل، صلاح چاهين، فقرأت رباعياته، وسمعت (فى يوتيوبك) أغنياته؟.. أنصت إن شِئت إلى كلماته على لسان ماجدة الرومى: حبيبى سُكّر مُر/ طعم الهوى. بذمتك عمرك تذوقت السكر المُر؟

سادسا، ما أخبارك مع كوكب الشرق، السِّت أم كلثوم؟.. هل أغمضت عينيك، وسرَحْتَ، فى أطلالها، فتلذذتَ بالشجن، وتسلطنْت؟

اسمع: إن محاولة ترويض الشياط للتخلص منه قبل أن يقبض على الروح فيمتصها امتصاصا تتطلب بعض الجهد.. فالحق نفسك قبل أن يشيط أرزك... وينفلت من بين يديك الزمان (على رأى سيد حجاب).

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية