تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > سمير الشحات > الشيخوخة.. وأوهامها السبعة!

الشيخوخة.. وأوهامها السبعة!

(تخلصك من الأوهام سيجعل حياتك أجمل وأمتع).. أيهما يغلب الآخر.. العلم أم الوهم؟.. المنطق والبداهة يفرضان أن تتغلب حقائق العلم على كل الأوهام والأباطيل الموروثة..(وما أكثرها فى أذهاننا والوجدان).. ومع ذلك فإن الكثيرين منا يفضلون الوهم، بل ويعشقونه، ويغرقون فيه حتى أرنبة الأنف.

 

أبرز مثال على ذلك، حكايتنا مع أجسامنا بعد الستين، (أو إن أردت الدقة بعد الخامسة والستين). ياااااه على كمية الوهم التى نحملها فوق كواهلنا فى هذا الشأن. تريد أمثلة؟.. إليك هذه الأوهام السبعة؟

الوهم الأول والأكبر، أن الحياة تبدأ بعد الستين. وطبعا هُم يقصدون الحياة اللذيذة. سيخدعونك بقولهم إن حياتك بعد الستين ألذ.. وألذ.. وألذ. لا يا محترم. استيقظ، أفِق، صحصح.. صحصح.. يا عم الحاج. إن العلم ينبهك إلى أنك بعد الستين ستعانى تراجعا فى حيوية جسمك.. فخُذ الحذر.

طبعا ستسأل، مع أنك تعرف الإجابة، ما أوجه التراجع؟.. عينى فى عينك. إن قلبك لم يعد هو قلبك الذى اعتدته واعتادك.. وسَلْ إن شئت كوليسترول شرايينك.. ثم هل مفاصلك هى المفاصل بالله عليك؟.. والعينان.. آهٍ وآه يا وجع العيون. (إياك أن تهمس: أنا نظرى سِتة على ستة).. إوعَ!

.. فما الوهم الثانى؟.. إنه قولهم لك تناول كل ما تحب، والتهِم جُل ما تشتهى.. وآل إيه سيضيفون: المهم الحرق. حرق إيه بس والخلايا قد أجهدها حرق السنين؟.. هنا يتدخل العلم فيصرخ فى وجهك: ابتعد يا كابتن عن الأعداء البِيض الثلاثة، السكر والملح والدقيق، ومعهم بِالمرَّة الرُّز.. وبالنسبة للمكرونة والزيوت والدهن واللحم الأحمر فابتعد عنها ابتعاد الغزلان من القسورة.. (القَسوَرة يعنى الأسد!!).

والوهم الثالث، سيقولون لك أنك، أنت يا من تطرق باب السبعين، أصبحت أكثر حكمة وفطنة واتزانا. كلام فارغ. راجع ذاكرتك، وانظر إلى كارت الميمورى تبعك لتعرف حجم حكمتك بالضبط. إنك ابن زمن يحمل حاليا عصاه ويرحل، ليحل محله زمن الشباب والفتوة والذاكرة الحديد. اسمع.. بَلا حكمة بلا بطيخ، فسيادتك لا أنت سقراط، ولا أفلاطون، فتواضع يرحمنا ويرحمكم الله.

ونذهب إلى الوهم الرابع، ألا وهو محاولة خداعك بأنك فى العمل أكثرهم سرعةً، وإنجازا، وعطاءً.. والواد اللى ما فيش مِنّه. لا يا أذكى إخوتك، تخفف من الأعباء والمسئوليات، واترك الأمر لتلاميذك، فإنهم أنشط منك، وأكثر شغفًا، فليس معنى أنك رئيسهم (بحكم الأقدمية) أن تعطل انطلاقهم.. رُحْ خُد لك يومين فى الساحل الله يخليك.

.. والوهم الخامس، سينصحونك بأن تترك جسمك يعالج نفسه بنفسه. غلط يا باشا. قم يا أستاذ لو سمحت بزيارة الطبيب فورا إن شعُرتَ بأى ألم فى قطعة هنا، أو قطعة هناك.. لكن ليتك أن تفكر مليّا فيما يقوله الطبيب، فقد يكون فى قوله بعض من مبالغة، ولا مانع من زيارة طبيب ثانٍ..( لو كانت عندك فلوس..!)

والوهم السادس، سيقولون، إن الآخرين سيحسبون لك ألف حساب، بحسبانك، راجل كُبّارة. لا تراهن على هذا كثيرا، فالكل مشغول بنفسه حاليا شغل الإبل العطشى المتراكمة على الماء. اعتمد على نفسك قدر استطاعتك، ولا تنتظر عطايا من أحد.. فالحِدأة لا تُلقى بالكتاكيت.

.. ويبقى الوهم السابع، وهو أن احتياجاتك، بحكم التقدم فى العمر، سوف تقل وتنخفض. لا يا معلم، بل ستزداد، وها أنت ترى كم أن أسعار الدواء باتت هى والنار سواء.. فاعمل حساب الزمن.

يا خبر مِش فايت. يعنى إيه يا جدع أنت.. لونك غامق النهاردة ليه يا ستامونى؟.. نروح ننتحر يعنى كى تستريح؟.. لا يا سيدى.. ربنا يديك الصحة وطولة العمر.. لكن حبذا لو كان عمرًا قائما على حقائق العلم. والأمر بسيط: عِش عيشة سِنّك.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية