تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
صدقني.. أنت لا تعرف نفسك!!
أمه تجرى خلفه هو وأخوته الصغار تحمل فى يدها سكيناً، يعرفون انها مدمنة لا تدرى من أمرها شيئاً وليس أمامهم من سبيل إلا الهروب منها بقدر المستطاع ولأنه أكبر اخوته اضطر للعمل بواباً ومنحته هذه الشغلانه الفرصة لكى يراجع حساباته مع الأب الغائب والأم صاحبة المزاج والعلة.. ومع عواصف الحياة التى أكلت وشربت على حسابه راح يسأل نفسه: أنا مين؟.. أنا ليه؟.. أنا فين؟ (مع احترامى للفيلسوف عبدالباسط حمودة) ، وبعد أن وقع فى يده كتاب كلود بريستول » سحر الإيمان« بدأ عملية تفتيش واسعة النطاق لاعادة اكتشاف ذاته، وعرف أن مشاكل الحياة تحولنا إما إلى مجانين أو فلاسفة.. وانها لنا وليست علينا بشرط أن نفهم كيف نلاغيها.. وعندما تجد أن عذاباتك السابقة كلها والحالية جعلتك تفكر أن تمد يدك لتساعد غيرك علىالإفلات من عذابه اعلم انك وضعت قدمك على أولى خطوات الطريق الصحيح.
ثم نظر إلى المثل العليا أمامه وحدد أهدافه بطموح أكبر وابعد من حدوده ووضع يده على عيوبه.. وراح يغير الكثير من سلوكه ويفتش عن طريقة تخصه يصل بها إلى ما يريد.
وكما يقوم الغالبية بعمل» عمره« للسيارة لإعادتها إلى أفضل حالاتها فعلها هو ايضا.. وكان ضرورياً أن يشحن بطاريات ارادته بشكل دائم.. بالقراءة والنظر حوله بعين الاعتبار وأمام الآلاف الذين دفعوا الاف الدولارات لحضور محاضراته ودورسه التى تستغرق أسبوعاً.. دخل إليهم مبتسماً متحركاً على انغام الموسيقى لكى يعترف أمامهم:
لم أكن أملك شيئاً.. لكنى اصبحت هذا السافل الذى يقف أمامكم!!
جاء هؤلاء من بلدان مختلفة يريدون معرفة هذا الرجل الذى أصبح اسطورة عالمية وتحقق كتبه اكثر المبيعات.. ويلجأ إليه الملوك والرؤساء والقادة لكى ينصحهم:
(..كيف تستطيع أن نتغير.. لكى نساعد الناس على تغيير أنفسهم؟)!
فعلها مع اوبرا وينفرى وبيل كلينتون ونلسون مانديلا والأميرة ديانا.. والأم تريزا.. واسماء اخرى مرعبة.. وكانت خلاصة ما همس به إلى هؤلاء الأكابر:
ــ عليك أن تتحكم بالأحداث التى تدور حولك قبل أن تتحكم بك.. ذلك هو الفيصل.. فلابد أن تملك القدرة على صناعة التماثيل التى تحبها بدلاً من أن تكون أنت تمثالاً من صنع الآخرين!
(إنه تونى روبنز)
الأصل كروائى.. ذلك الطفل المعذب الذى اصبح ملهماً للملايين والمعدوم الكحيان الذى يمتلك 50 شركة ارباحها 6 مليارات سنوياً.. على جدول أعماله 54 شغلانه.. لكنه يمتلك الوقت ايضا لكى يلعب ويأكل ويشرب ويرقص ويغنى مع أولاده الأربعة واحفاده.. ويحلم بأن يقدم مليار وجبة طعام مجانيه إلى فقراء العالم.. وقام بتوفير المياه العذبة إلى عشرات القرى فى الريف الهندي.. ويشارك فى أبحاث للخلايا الجزعية ويقرأ عن أسرار الصحة الغالية يدخل إلى محاضراته بقيمص بسيط وبنطلون ابسط.. وخطوات رشيقة.. وابتسامة واثقة بحجم فمه الواسع وطوله الملحوظ.. ويختار عن طريق فريقه المعاون بعض النماذج.. يحاورها على الملأ.. يستمع جيداً ثم يتكلم بطريقة مقنعة.. وقد يقول لصاحبة المشكلة:
ــ خيبتك تقيله؟!
فاذا أدرك انه احبطها وأغرقها اكثر فى بحر اليأس وقد تكون من هؤلآء الذين فكروا اكثر من مره فى الانتحار قبل أن يعرفوا الطريق إلى» توني« ..عندها يقول:
ــ لكن خيبتك هذه هى كنزك!!
اليس هناك من يحقق الملايين من الخردة والنفايات التى يدفع الناس للتخلص منها
ــ وتقول نعم!
ويكون جوابه لها ولغيرها: سأفكر معك فى طريقة أفضل للانتحار.. لكن بعد أن تتركى أثراً فى حياتك.. ينفعك حتى بعد رحيلك وخطوة خطوة.. يأخذها إلى سكة لم تمشى فيها من قبل.. لأن السعى لحل المشاكل بأساليب عقيمة ومستهلكة يؤدى إلى نتائج تعيسة، وهو ما يقولون عنه التفكير خارج الصندوق مع أن الغالبية لا تعرف أين يوجد هذا الصندوق إلا الذين أدركتهم نعمة البصيرة.. وعرفوا كيف يسلكون الدروب الصعبة بنفوس تخلصت من شوائبها.. وطبقت نظرية المنطاد.. حتى يرتفع أكثر لابد من القاء المزيد شكائر الرمل.. وفيها العيوب والاخطاء القديمة والحجج الواهية والاعذار العبيطة.. وانطلقوا إلى أهدافهم.. بكل الحب.. الذى يمنخم صفاء الذهن والنفس والجسد.. حتى يمكنهم التحليق إلى سموات عليا لا يبلغها سوى أهل الخطوة.
لا يتحدث تونى فى هذه الأمور بلغة الواعظ.. لكن بمفردات الحكيم المجرب الذى يخاطب الإنسان فى كل مكان على الأرض.. ولن تحب غيرك ما لم تحب نفسك ولن تحبها وأنت تجهل الكثير عنها تماماً مثل الذى يمتلك احدث أجهزة الكمبيوتر لكنه لا يعرف» الباس ورد« أو كلمة السر لفتح هذا الجهاز والتعامل معه.. والمعرفة هى مفتاح كل شيء.. أرأيت هذا الذى يركب سيارته التى هى أغلى الماركات ويمشى بها فى شارع مزدحم تماماً.. فوصل متأخراً وسبقه راكب البسكليته لأنه استطاع أن يخترق الزحام الدائم بطريقة أسهل وقد يفعلها الذى قرر أن يقطع الطريق مشياً على الاقدام.. وبينما يصر صاحب السيارة المليونية أن يركهبا فى الشارع المزدحم.. ويتعطل يداخلها انه الشخص الذى يفكر دائما وابداً بطريقته العقيمة ليصل إلى نتائج اكثر عقماً وفشلا.
(أنا لست معلمك)
الله هو كل شيء
هكذا يقول ويكررها فى كل محاضرة.. ولو انك لم تعرف انه» توني« الامريكى الكرواتي.. لقلت انه ذلك الشيخ الأزهرى الذى يقول نفس المعنى لكن بالمصطلح الديني.. ثم تجده يأخذك إلى سكة مختلفة تتذكر معها ذلك المشهد الشهير للفنان عبدالمنعم مدبولى فى دور الطبيب النفسى الذى يدخل إليه احدا لمرضى يشكو من قصر قامته وكان علاج مدبولى له أن اعطاه بندولاً فى يده على أن يقول فى كل لحظة.
ــ أنا مش قصير قزعة أنا طويل وأهبل!
بطريقته يقولها توني: فتش داخلك فى قناعاتك التى أخذتها كما هى من غيرك دون أن تقف أمامها ولو مرة..استخدم عقلك إنه النعمة الكبرى لا تؤمن بالانطباع لكن.. بالإقناع.. وكنت أود أن أكون حاضراً أمام تونى لكى احكى له ولجمهوره كيف أنى تغيرت كمسلم بالميلاد عندما بحثت وقرأت أكثر وأنا اكتب مسلسلى الدينى المعاصر والتاريخى » محمد صلى الله عليه وسلم«وكان عمرى قد تجاوز الخمسين واكتشفت اسلامى من جديد بروح جديدة عقلانية.. وأمامى طوال الوقت الدكتور الأديب مصطفى محمود من الشك إلى تونى الذى قدم سلسلة محاضرات بعنوان «موعد مع القدر ملخصها أن الله خلق داخلك كل عناصر النجاح، فقط عليك اكتشافها واستثمارها وإعادة تدوريها والتخلص من الزوائد والانشغال بالأهداف القريب منها والبعيد ولن تبلغ طموحك.. بعقلك فقط والجسد عليل.. والقلب معطوب تنظر إلى عيوب غيرك.. ولم تقف أمام مزاياهم مشغول بالآخر.. اكثر من انشغالك بعيوبك. الوقت مر الوقت بالنسبة للجميع.. هناك من يحوله إلى جنة ومن يعيشه جحيماً.. أنا لست معلمك.. أنا صديقك الذى سبقك بخطوة.. وتستطيع أن تسبقه بخطوات أخذت ممن سبقنى وأعطى ولحقني.. نسيت خوفى وتخلصت من عقد كبيرة فى حياتي.. وأداعب نفسى وأعمل على أن أصالحها.. فقط ايقظ العملاق الذى يسكن» بداخلك وهذا هو عنوان أحد كتبه«. .
ــ يظل طوال السنة يتجول ويحاضر.. لكنه يعقد فى كل سنة معسكرا لمدة ستة أيام على مدى 12 ساعة مقابل 5 آلاف دولار.. يأتى الناس من جميع دول العالم غرباء فى السنتهم وثقافاتهم ومشاكلهم وأعمارهم.. وفى نهاية المعسكر يكونوا قد تحولوا إلى أصدقاء.. وذابت جبال المشاكل امامهم كأنها الجليد وقد سلطت الشمس اشعتها عليها.. ويردد كثيراً كلمته الشهيرة:
»الحياة يمكن أن تتغير فى لحظة«
(أريد أن انتحر)
وقفت إحداهن أمام الحضور تحكى عن رغبتها فى الانتحار بعد أن يأست من حياتها ومشاكلها التى لا أول لها ولا آخر.. استمع إليها منصتاً حتى اذا فرغت اقترب منها وتطلع إليها مبتسماً ثم سألها فجأة:
ــ واضح انك حضرت إلى هنا بحثاً عن الطريقة الأمثل للانتحار.. ولانى لم انتحر من قبل اعتذر لك لانك جضرت فى المكان الخطأ مع الشخص الخطأ، نحن هنا.. نبيع الأمل وأنت تريدين منا أن نشتري الإحباط. وبكت السيدة.. واحتنضتها امراة بجوارها ومسحت دموعها.. واعاد ترتيب قصتها المؤلمة من زواية اخري.. وبمشاركة الجموع الحاضرة.. ووسط المحاضرة.. يغنى ثم يصمت ثم يتأمل.. ثم يضحك.. ثم يجلس ثم يقف.. ثم يتكلم.. يكمل صاحبة المشكلة بلسان كافة الحاضرين.. هو اشبه بمايسترو.. يحرك فرقة موسيقية فى لحن جميل وهم يصدقونه.. لانه يفكر فى غيره ربما اكثر مما يفكر فى نفسه.. حياته عاديه وملابسه عاديه.. وكلماته تدخل إلى العقل والقلب معاً.. ويؤكد على أنه تغير مع كلمات «جيم رون» وكتاب ديل كارينجى الشهير «كيف تكسب الاصدقاء وتؤثر فى الناس».. والقانون الأساسى «السعادة الحقيقية لا تتعلق بما حصلت عليه وانما تتعلق بما اصبحت عليه».. فهل عرفت نفسك كما ينبغى يا ابن الحلال أو تريد الانتحار على قفا غيرك؟!
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية