تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
نصر أكتوبر وكيف يمتد إلى المستقبل؟
يتقدم الاحتفال بذكرى نصرنا العظيم فى 6 أكتوبر 1973 على العدو الصهيونى على جميع الأحداث المهمة التى تعيشها مصر هذه الأيام وفى مقدمتها الإعداد لانتخابات رئاسية يجب ان تكون بداية لحياة سياسية تضع إرادة المواطن فوق كل إرادة وحق الخلاف والاتفاق على أرضيه وطنيه وحرية تدفق المعلومات وكل ما يجعل المواطن شريكا بحق فى ملكية وإدارة بلاده وأن تلتزم بما جاء فى الحوار الوطنى من إيقاف لسياسات الاستدانة وتقديم الصناعة والزراعة على ما عداهما من مشروعات تحترم الأولويات والضرورات وأن يكتمل ما جاء فى مؤتمر حكاية وطن بإدراك أن ما تحقق من إنجازات ونجاحات ما كان يمكن أن يتحقق لولا صبر وتضحيات شعب تفوق القدرات البشرية وأن نجاح حكاية الوطن يتطلب الالتزام بشراكة ورضاء المواطن وتخفيف ما عليه أن يحتمله من أعباء واحتمله بالفعل طوال السنوات الماضية مثل تخفيض الأسعار كما أعلن رئيس الوزراء ولماذا انتظرنا إعلانها حتى الآن رغم النداءات التى لم تتوقف لتخفيضها وتحميل جميع التكاليف والأعباء لمن يستطيعوا أن يحملوها من قوى مالية وأصحاب ثروات كونوها من استثمارهم للغنى والإمكانات التى تمتلئ بها مصر ويذهب عائدها لهم وحدهم ويحرم منها الملايين من الطبقة الوسطى ومن تحت خطوط الفقر والاحتياج وأيضا الالتزام التزاما صادقا بالحالة الحوارية والمصارحات والمكاشفات التى تحدث هذه الأيام والتى توافقت مع الذكرى الخمسين المجيدة لنصر أكتوبر وكانت نصرا لجميع المصريين والتى نرجو أن نجعل من عائد الحدث الانتخابى انتصارا مستداما لحقوق وحريات وإرادة المصريين وخلافهم واتفاقهم مع كل ما يحدث فى بلدهم والالتزام بعدم تحميلهم ما لا يستطيعون أن يتحملوه واستيعاب درس من أهم دروس نصر أكتوبر أن أساليب الحروب النفسية التى أراد بها العدو بث اليأس والإحباط والانهزامية فى نفوس المصريين لم تحقق أهدافها الخبيثة لأن عشق المصريين لكرامتهم وعدالة استحقاقاتهم فى بلدهم تهزم جميع التحديات والصعاب حتى لو كانت بحجم خط بارليف أو سد المستحيل كما أطلق عليه الصهاينة وقد بنوه على أن كل محاولة لهدمه ستزيده قوة وصلابة ففتته مدافع المصريين وحولته كما قيل يومها إلى قطعة من الجبن الجرير التى قيل إنها نوع من الأجبان يمتلئ بالثقوب ... المدهش أننا مازلنا كل عام فى احتفالاتنا بالنصر نكتشف المزيد من البطولات ومعجزات مقاتلينا على العدو الصهيونى والسلاح الأمريكى الذى تدفق عليهم للانتصار علينا ولم تتوقف أكاذيب وادعاءات الصهاينة لإخفاء فضائح ما فعله المقاتلون المصريون بهم ويقولون إن أحدث الأكاذيب ما يقدمه العدو فى فيلم بعنوان جولدا عن رئيسة وزرائهم أثناء الهزيمة والتى قالت عما فعله المصريون إنه سيظل كابوسا مروعا وأنها قاست وتعذبت به وسوف تلازمها ذكراه أو كابوسه طوال حياتها ومن الصور النادرة لها أثناء الهزيمة وهى تستقبل الأسرى الصهاينة الذين أعادهم الرئيس السادات بعد أن طلب صناعة بيجامات من الكستور لهم ـ وكان الكستور نسيجا شتويا متواضعا من إنتاج مصانعنا فى المحلة أيام مجدها العظيم وإنتاج أروع الأنسجة الحريرية والصوفية وتسابق العالم لاستيرادها ولعله يتحقق فى القريب العاجل أن تشهد مدينة المحلة ما يعلن عن إنشاء أكبر مصنع للغزل والنسيج فيها.
◙ وقبل مؤتمر حكاية وطن عاشت بلادنا مجموعة من الأحداث التى تمنيت ألا يفوتنى الكتابة عنها لولا أن المقال الاسبوعى غالبا ما لا يسمح بتناول أحداث مهمة يؤلمنى أشد الألم عدم الكتابة عنها وفى مقدمتها الذكرى العطرة لميلاد الرسول الكريم صلوات الله عليه وسلامه والمعانى التى جاءت فى خطاب فضيلة الأمام الأكبر فى الاحتفال بالذكرى الجليلة تلك المعانى التى لم نستطع للأسف أن نصل بها لمن يحرقون المصحف وكيف يمتلئ بالمعانى التى تدعو إلى الرحمة والعدالة واستقامة الحياة وأرجو أن تكون الردود بالشروح الوافية للمعانى السامية التى يمتلئ بها الكتاب الكريم . أيضا شهدت نهايات سبتمبر ذكرى رحيل الزعيم جمال عبدالناصر ـ أحد عشاق مصر الكبار والذى لا يستطيع ما حدث من انكسارات فى عصره أن يقلل من قيمة إنجازاته وفى مقدمتها جلاء الإنجليز وإعادة قناة السويس الى أبنائها وبناء السد العالى. ودعم المد الثورى فى العالم العربى وإعداد قواتنا المسلحة لخوض حرب أكتوبر وبناء القلاع الصناعية لاستكمال الثورة التى بدأها الرائد طلعت حرب والقضاء على الإقطاع وتمليك الأراضى لفلاحيها الذى للأسف لم يستكمل بتعاونيات تمنع تفتيت الأراضى الزراعية.
◙ اجعلوا أجيالنا الصغيرة من طلبة المدارس ومن جميع فئات المصريين يعيشون فى شهر أكتوبر كل عام شهرا يختلف عن كل شهور السنة ـ اجعلوه عيدا وزهوا وطنيا يوثق روابطهم بتاريخ بلدهم والمعانى العظيمة التى يمتلئ بها النصر وان يكون جزءا من التغطية التى يقوم بها الإعلام خاصة البرنامج العام باعتبارى من مستمعيه الدائمين ومن الأفلام الوثائقية الرائعة التى توثق بها المتحدة الاحداث المهمة فى حياتنا وأن نستعيد ما وصفت به وكالات أنباء عالمية ما فعله المصريون بالصهاينة ومنهم المحرر العسكرى لليونايتد برس من لندن عن معارك الدبابات التى أدارها الجيش المصرى فى سيناء وانها فاقت معارك الحرب العالمية الثانية وزادت على معركة ستالينجراد والقدرة القتالية العالية جدا للمقاتلين المصريين فى إدارة هذه المعارك ومن أقوال قادتهم لا شك أن الإنجاز الهائل الذى حققه المصريون هو عبقرية ومهارة القادة والضباط والجنود الذين قاموا بعمليات هجومية جاءت مفاجأة تامة لنا رغم أنها تحت أبصارنا.
◙ تبقى فى النهاية تحية واجبة لصاحب قرار الحرب الرئيس أنور السادات وللمقاتل المصرى أخطر وأهم أسلحة صناعة نصر أكتوبر 1973 .
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية