تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > سكينة فؤاد > كسر النفس أخطر من انكسار القلب

كسر النفس أخطر من انكسار القلب

شغلتنى متابعة الأحداث والهموم اليومية من الكتابة الأسبوع الماضى عن ذكرى انتصارنا العظيم فى العاشر من رمضان على العدو الصهيونى وتجليات التحام الشعب مع قواته المسلحة، وتطوير وتحديث العلوم القتالية وإعداد المقاتلين وكل ما جعل قوة مقاتلينا واصطفاف الشعب وراء جيشه فى مقدمة أسباب النصر‪

‬ ولا أنسى حكاية المجند المقاتل أبو خليفة ابن الإسماعيلية الذى زارنى فى مكتبى بالأهرام بعد النصر ولفتنى الشموخ والكبرياء الذى يتحدث بهما عن وقائع مشاركته فى معركة استرداد جبل المر الذى كان يسيطر عليه العدو وما حكاه بفخر عن قدر احترام القادة فى المعارك لصغار المقاتلين وتقدمهم للصفوف فى أثناء المعارك وتواضعهم وإنسانياتهم والتى جعلت منهم آباء وأهلا لهم.

 

◙ ما قاله لى البطل أبو خليفة رأيت أنه من أهم أسرار تحقيق النصر العظيم، ويمكن أن يفسر أهم أسرار تجليات وإبداع الشخصية المصرية وإطلاق قدراتها ومخزونها الحضارى، وذلك عندما تجد الاحترام والتقدير والتجهيز والإعداد الصحيح وتحاط باستحقاقاتها من العدالة والرحمة وتخفف عنها أعباء وتكاليف الحياة وتعالج الفجوات والفروق بين القادرين وغير القادرين، وتحس بالأمان والاطمئنان على يومها وغدها ومستقبل أبنائها واحتياجاتها ولا تجد كل يوم متغيرات تعصف باستقرارها،

لذلك لم يكن مدهشا أن يروج أعداء وكارهون أنه لا سبيل لإخضاع وكسر هذه الشخصية المستعصية على الكسر وتحقيق أطماع العدو الصهيونى إلا بإخلاء الشخصية المصرية من أسرار صمودها واستقوائها وعبقريتها التى تجلت عبر تاريخها الطويل والعميق والوطنية والكرامة وعشق أرضها جريان الدماء فى عروقها.

لذلك أنظر بقلق وخوف لمتغيرات وأعراض مرضية وسلبية غريبة وطارئة عليها راجية انتباه جميع آليات صناعة الوعى بالمقومات التى تستطيع أن تعالج وتصحح وتنبه إلى العوامل التى تؤدى إلى الهدم والاستلاب الذى يقوض جذور ومخزون التنوير والحضارة، وألا يتناقض مع ما يعيشه المواطن من وقائع سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ومستوى خدمات تعليمية وصحية، وعدم الخلط بين تأثير المؤثرات العالمية والمحلية ونسب البطالة بين الشباب ومستويات الدخول والفروق الفلكية ومصادر الثراء الفاحش فى بلد يعانى كل هذه المعاناة، وبعض الإعلانات الرمضانية خير شاهد عليها!!

وقد أشرت فى مقال الأسبوع الماضى إلى أن من أخطر الأعراض المرضية والمهددات التى يعيشها المصريون الفجوات الواسعة بين ما يعلن من سياسات وتوجهات للدولة وبين ما يعيشه المواطن بالفعل، وما يجعلنى احذر من انكسار النفس بظروف صعبة فوق طاقة احتمالها فإذا كان أطباء القلب قد حذروا من انكسار القلوب فانكسار النفس أخطر!.

وإذا كان الحوار الوطنى سيطلق كما أعلن منذ أيام فى أوائل مايو، وأرجو ألا يكون مصيره مصير حوارات وطنية أطلقت منذ سنوات، واذا كانت الدعوة مفتوحة لكل من يريد أن يشارك بالرأى أملا فى فاعلية الحوار فى تناول أخطر ما يعانى منه المصريون الآن مع تمكين لحرية الرأى وتصحيح للمسارات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، فمن المهم الأخذ بما يطرح من إصلاحات وأرجو ان يكون ما حدث للشخصية المصرية من متغيرات سلبية وأعراض مرضية وما أدى إليها فى مقدمة القضايا التى يهتم بها الحوار، على أن تكون المناقشات الاجتماعية والنفسية لأساتذة وخبراء وعلماء فى جميع مجالات التأثير النفسى والاجتماعى والتربوى والاقتصادى الذى يعد من أخطر المؤثرات على اضطراب السلوك الآن،

ففى مقدمة حقوق الإنسان الحدود الآمنة للحياة وعدم الفزع من المتناقضات اليومية مع مؤشرات الثبات والاطمئنان النفسى، وما جعلنا نسمع ونقرأ عن أنواع من العنف والجرائم الغريبة على الطبيعة السمحة والمتسامحة للشخصية المصرية وينضم الى خطورة المؤثرات الاقتصادية وتوابعها مع ضرورة اتساع آفاق النقد والتقويم، وأن يتوافر كل ما يجعل المواطن يُحس بأنه يفهم ويعرف ما يدور ويحدث فى بلاده وان جميع القرارات وفى جميع المجالات تحترم حق المواطن فى أن يعرف ويفهم ويشارك ويتفق ويختلف ويطمئن ويستقر ويأمن على يومه وغده وعلى جميع استحقاقاته فى بلاده لنستعيد المقاتل الصلب، الذى كان من أهم أسلحة الانتصار على العدو الصهيونى ونصرنا العظيم فى العاشر من رمضان، ونعالج ونوقف ما زرع من بذور سامة وخطط لإخلائه من المقومات التى جعلت وستجعل دائما بإذن الله هزيمته مستحيلة.

◙ ولا ينتهى ما يجب أن يناقش بجدية من هموم عامة ومشكلات مثل ما طرحته طوال الأسابيع الماضية دون إجابة أو استجابة عليها مثل هل تستبدل رموزنا الوطنية، والتى تمثل المتاحف القومية واحدا من أهم أعمدتها بالمشروعات الاستثمارية؟

وضربت مثالا بهدم المتحف القومى فى بورسعيد وبناء أبراج سكنية مكانه يحدث هذا فى الوقت الذى يعلن فيه وزير السياحة والآثار عن زيادة مخصصات تطوير المتاحف والمواقع الأثرية، وأضاف الوزير ان دعم المتاحف لتليق بمكانة مصر وإمكاناتها السياحية والأثرية وفى رأيى أن يكون الدعم للمتاحف أولا لحفظ التاريخ والرموز والهوية الوطنية من أن تطمس وتغيب، خاصة عن الأجيال الجديدة ... لم أعد انتظر الإجابة عن مصير متحف بورسعيد فقط ولكن الإجابات التى لم تأتنى حتى الآن على كل ما كتبت من مسئول واحد من المسئولين عن حماية التاريخ والرموز الوطنية!!!

متى تكون الإجابة عما يطرحه المواطنون والكتاب والمفكرون من تساؤلات فريضة وواجبا؟!!

وأرجو، الا يلقى ما يطرح فى الحوار الوطنى من أفكار ودعوات إصلاحية وتصحيح للمسارات نفس المصير.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية