أدركت مبكرا كثير من الدول وفى مقدمتها ماليزيا وزعيمها مهاتير محمد أن صندوق النقد الدولى ليس إلا وسيلة لصرف الشعوب عن حسن وتعظيم واستثمار ما لديها من ثروات بما يرهق الشعوب ما عدا من اكتنزوا الثروات وأداروا ما تمتلكه الأوطان من إمكانات لمصالحهم الخاصة.

ومن النماذج الرائعة ما فعله فى البرازيل لولا دى سيلفا عندما رفع الضرائب على الأغنياء وحول بلاده من دولة مديونة إلى دولة تقوم بإقراض الآخرين .. أتمنى أن يضع كبار خبراء الاقتصاد الذين تمتلئ بهم مصر برنامجا للشفاء ودون أى أعباء جديدة على المصريين.

◙ أعترف أننى أقاوم حزنا واكتئابا شديدا ليس سببه الأساسى ما يواصل الكيان الإرهابى الصهيونى ارتكابه فى غزة والضفة ولبنان فهو ليس إلا مواصلة لتاريخه الإرهابى الأسود منذ احتلاله لأرض الفلسطينيين ومذابحه على مدى أكثر من 70 عاما خاصة النساء والأطفال واستهداف صواريخه للمدارس والمستشفيات والمواقع التى يحتمى بها النساء والأطفال والمصابين واغتيال رموز المقاومة الأبطال وفى مقدمتهم الشهيد البطل يحيى السنوار الذى أذل الإرهابيين الصهاينة طيلة عام من قيادة المقاومة وما زال يذلهم بعد أن ارتقى إلى ربه شهيدا ومقاتلا، ومعروف أن الشهيد السنوار فى مرحلة من مراحل نضاله من أجل تحرير وطنه أسره الكيان الإرهابى وفى سجون وظلمات الكيان الإرهابى كتب رواية بعنوان "الأشواك والقرنفل" أرجو من زملاء نضاله نشرها كنموذج لأدب النضال،

أما ما يستدعى الحزن والأسى أكثر ألا تقوم الدول العربية والإسلامية بمراجعة علاقاتها مع الكيان الإرهابى كما دعا مفكرون كثيرون على رأسهم أ. عباس العقاد ويرجوه كل صاحب ضمير وطنى يعرف التاريخ الأسود للكيان الإرهابى وكيف تمكن من احتلال فلسطين .. وقد كانت فرنسا من بين الدول التى طالبت بإيقاف إرسال أسلحة القتال إلى الكيان الإرهابى مع مطالبتهم باحترام قرارات الأمم المتحدة بإقامة دولة مستقلة للفلسطينيين كما قام كيانهم الإرهابى بقرار من نفس المنظمة، 

فكان رد رئيس وزراء الإرهاب أن كيانهم قام بسبب انتصارهم فى حروب التحرير والتى لم تكن إلا إغارات عصاباتهم وعلى رأسها الهاجاناة فى ديسمبر 1947 على القرى الفلسطينية وارتكاب مذبحة استشهد فيها ما يزيد على 600 شهيد معظمهم من النساء والاطفال وفى عهد الانتداب البريطانى كانت مذبحة دير ياسين ونفذتها الجماعتان الصهيونيتان الأرجون وشتيرن وقاموا بمجزرة جديدة ليلا وفجروا جميع منازل القرية وقتل غالبية سكانها خاصة النساء والأطفال والشيوخ وقطعوا اطرافهم وفتحوا بطون الحوامل وقتلوا الأجنة واغتصبوا الفتيات

وتوالت جرائم ومذابح العصابات الصهيونية وعندما ثار أبناء مدينة اللد عليهم قامت الوحدات الخاصة التابعة لمنظمة الهجانة بإخراج جميع الرجال من منازلهم وإعدامهم بالرصاص الحى وامتلأت الشوارع بالجثث وتوالت المذابح فى مخيم خان يونس ومخيم رفح ثم مذبحة الأقصى الأولى عندما حاول متطرفون صهاينة وضع ما أطلقوا عليه حجر الأساس فى ساحة المسجد الأقصى ثم مذبحة الحرم الإبراهيمى التى قام بها طبيب يهودى فى فبراير 1994 بالتواطؤ مع مستوطنين وقوات من الجيش وفى سبتمبر 1982 ارتكبوا مذبحة صابرا وشاتيلا بعد أن دخل الكيان الإرهابى العاصمة اللبنانية وراح ضحية المذبحة أكثر من 1500 شهيد فلسطينى علاوة على ما ارتكبوه من مذابح أخرى بحق الفلسطينيين فى قانا جنوب لبنان..

إذن فليس جديدا ما يرتكبه الكيان الإرهابى الصهيونى الآن من مذابح وإبادة فى غزة والضفة ولبنان مدعوما كما اعتاد بالمال والسلاح من الإدارات الأمريكية التى تنافسه فى الكذب والادعاءات والتى وصلت إلى إرسال قوات أمريكية لدعم الكيان الإرهابى بأنظمة دفاعية حديثة،

ووفقا لصحيفة الواشنطن بوست أن الولايات المتحدة مدت إسرائيل بـأكثر من 100 شحنة أسلحة،

لقد لخص مناحم بيجن وجودهم فى عبارة «نحن نقاتل إذن نحن موجودون» فكيف بعد كل هذا تمتد أيدى الدول العربية والإسلامية لتظل علاقاتها قائمة بمصاصى الدماء الصهاينة؟!

وأعود لأذكر بما جاء فى كتاب الأستاذ العقاد «الصهيونية العالمية» أن إسرائيل هالكة لا محالة إذا استمرت مقاطعة العرب لها سياسيا واقتصاديا ولابد أن يأتى اليوم الذى يعلم الصهيونيون فيه أن قيام إسرائيل نكبة عليهم ونكسة تجدد عزلتهم الأولى التى يعاديهم الناس من أجلها ويعادون كل إنسان يحسب نفسه من شعب الله المختار!

ويبقى أن أعلن أهمية ما ذهب إليه الرئيس الروسى بوتين بمناسبة قمة البريكس وبمناسبة انضمام عشر دول جديدة أن العالم يشهد تشكيل نظام عالمى جديد وما يعنيه من إنهاء سيطرة الإدارات الأمريكية بكل ما ارتكبته من خطايا وأخطاء على مصائر الشعوب وما أعلنه الرئيس السيسى بمدينة قازان الروسية التى اجتمعت فيها البريكس تحت عنوان تعزيز النظام المتعدد من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين وإصلاح الهيكل المالى العالمى وتعزيز أدوار المنظمات الدولية التى تبدو عاجزة عن تنفيذ قراراتها فى إقامة العدالة الدولية والدولة الفلسطينية المستقلة على أرضها وإيقاف جرائم الحرب التى يرتكبها الكيان الارهابى الصهيونى.