تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
ثورتان .. وتحقيق ما أراده المصريون
بداية أسأل من ينعون على المقاومة فى غزة تسرعها فى مواجهة جيش الاحتلال المدعم بأسلحة وقوات وتأييد الطاغوت الأمريكى .. هل كان مطلوبا من الفلسطينيين انتظار أكثر من 70 عاما من التسويف والأكاذيب الصهيونية وازدراء القوانين الدولية التى بدأت بنكبة تقسيم فلسطين إلى دولتين يريد الاحتلال تحويلهما إلى دولة صهيونية واحدة مستعينا بالفساد الذى يحكم العالم وموت مؤسساته ومنظماته وغياب الدول العربية والإسلامية التى ينتمى إليها الفلسطينيون والأماكن المقدسة التى ينتهكها جنود المحتل يوميا وينتهك معها ويتحدى كرامة الأمة كلها وأذكرهم بما كتبه المفكر الكبير الأستاذ العقاد فى كتابه «الصهيونية العالمية»: إن إسرائيل هالكة لامحالة إذا استمرت مقاطعة العرب لها سياسياً واقتصادياً وسيأتى اليوم الذى يعلم الصهيونيون أن قيام إسرائيل نكبة عليهم ونكسة تجدد عزلتهم الأولى وعصبيتهم الباطلة التى يعاديهم الناس من أجلها ويعادون كل إنسان يحسب نفسه من شعب الله المختار».
الخميس الماضى كان إجازة رسمية للاحتفاء بمناسبتين شهدتهما مصر فى 25 يناير من عامى1952و2011 وكانت الأولى للاحتفاء بالموقف الوطنى لقوات الشرطة فى الإسماعيلية فى 25 يناير 1952 ورفضهم تسليم أسلحتهم والاستسلام لإنذار قائد القوات المحتلة البريطانية التى حاصرتهم بنحو سبعة آلاف من جنودهم وضباطهم بالدبابات والمدافع الميدانية بينما كانت شرطتنا مسلحة ببنادق يدوية عتيقة ولكنهم قدموا فى مقاومتهم نموذجا للانتماء والدفاع عن كرامة بلدهم وسلامة شعبها تأكيداً لمبدأ وعقيدة الشرطة فى خدمة الشعب والتى كان الالتفاف عليها وتغييرها من أسباب غضب وثورة المصريين فى يناير 2011 أما ما قامت به القوات البريطانية فى الإسماعيلية فكان من أهم أسبابه المقاومة الوطنية لأبناء القناة والفدائيين حيث اعتقد الانجليز أنهم يختبئون فى أقسام الشرطة وبلوكات النظام والتى ظل جنودنا وضباطنا الأبطال يقاومون فيها حتى نفدت ذخيرتهم وسقطوا بين شهيد وجريح وظلت هذه المعركة من أهم رموز المقاومة الوطنية وفى مقدمة عوامل انتصار مفاوضات الجلاء التى وقعها الإنجليز رغم أنفهم مع الرئيس جمال عبدالناصر ولم تمض شهور على رحيلهم النهائى حتى عادوا مع الفرنسيين والصهاينة ليقوموا بعدوانهم الثلاثى على بورسعيد بأوهام إعادة احتلال مصر بينما أراد الفرنسيون استرداد شركتهم الفرنسية لقناة السويس بعد أن صنعوا منها دولة صاحبة نفوذ سياسى ونهبوا دخل القناة لنحو 90 عاما والقوات الصهيونية التى كشفت وثائق العدوان الثلاثى أن عدوان 1956 كان يستهدف تهجير الفلسطينيين من أرضهم إلى سيناء، هذه المحاولات الشيطانية التى لم تتوقف قبل وبعد العدوان الثلاثى وتتواصل فى غزة منذ أكتوبر 2023 .
أما السبب الثانى لإجازة الخميس الماضى فكان الاحتفاء بذكرى ثورة 25 يناير2011 تلك الغضبة الكبرى التى خرج فيها آلاف المصريين إلى ميادين وشوارع القاهرة وعدد من المحافظات احتجاجا على ما يحدث من تجاوزات وخطايا فى حقوقهم فى العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية والحياة والعيش الآمن والقضاء على التمييز فى الحقوق والواجبات .. إن المصريين طوال تاريخهم الطويل لم تكن ثورتهم إلا ضد المستعمرين والغزاة والمعتدين على أرضهم وحدودهم والطامعين فى الغنى والثروات التى تمتلئ بها بلدهم أو أن تكون ثوراتهم ضد المحتلين الداخليين الذين يمثلهم الحكام الذين يدعمون نفوذهم بتمكين الفاسدين وأصحاب النفوذ والثروات المحرمة التى تضخمت بالسرقة والنهب وتحولوا إلى طبقة تكتم أنفاس القوى العاملة والمكافحة ومن يستطيعون بناء قوة وصمود بلدهم ويفرقون بين حقد الحاقدين من كارهى الثورة وما يطلقون من أكاذيب وشائعات وبين ما يتم من إنجازات تستحق التقدير والتقييم والاتفاق والاختلاف الذى يدعم ويصحح مسيرة الوطن ويؤمن بأهمية وضرورة اتساع آفاق حريات التعبير وكما سبق وكتبت عن أهم ما ذكرته لشباب صغير سألونى عن حقيقة ما حدث فى 25 يناير 2011 وقد كنت أحد شهودها والمشاركين فيها منذ بدأت وقفة المجاميع الغاضبة الأولى أمام دار القضاء العالى بوسط القاهرة بينما ما حدث من تراجعات وأخطاء بعدها قيل إنها كلفت مصر مئات المليارات من الجنيهات لم يكن مسئولا عنها الثوار الذين أرادوا فقط وقف تمادى الأخطاء والخطايا بحق المصريين واستقواء الظلم ولذلك كان من أهم شعارات ثورتهم «ارفع رأسك أنت مصرى وعيش وحرية وكرامة إنسانية» وكل ما يؤكد سلمية خروجهم من أجل استرداد بلدهم لا من أجل تخريبها ذلك التخريب الذى تكشف بعد ذلك أنه كان من فعل جماعة الإخوان التى أتاح لها النظام قبل 25 يناير2011 أن تنظم صفوفها وتدخل البرلمان وتستولى بعدها على حكم مصر وهو ما قاد المصريين للثورة والغضب فى 30/6 و3/7/2013 والخروج لاسترداد ثورتهم من سارقيها وبما يعنى أنه يجب أن يتواصل بعدها تحقيق كل ما خرج وثار وغضب المصريون من أجله من حريات مسئولة و تحقيق الدولة المدنية الديمقراطية التى يدعو إليها دستور 2014 وأيضا كل ما يحقق آمال وطموحات المصريين من ملكية حقيقية لبلدهم ولكل ما يحدث فيها وما يتخذ من قرارات وسياسات وإيجاد حلول عاجلة وناجزة للمشكلات خاصة الاقتصادية ويعظم تنمية ما نمتلك من ثروات طبيعية وبشريه ويغنيها عن القروض والاستدانة.
ليس من السهل على المصريين المحبين للاستقرار ووداعة الحياة والمزروعين بعمق آلاف السنين فى أرضهم أن يقوموا بثورتين فى هذا المدى القصير إلا إذا حرموا من مقومات الاستقرار والاطمئنان على بلدهم وعلى أنفسهم وأولادهم وكرامتهم وعدالة حياتهم وكل ما يجعلهم يواصلون دورهم التاريخى كأهم أرصدة وظهير شعبى لقوة وتقدم وحماية بلدهم.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية