تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > سكينة فؤاد > تحية للإمام .. وعودة إلى رغيف الكرامة

تحية للإمام .. وعودة إلى رغيف الكرامة

كل عام وأنتم بخير.. انقضت أيام الأعياد بما امتلأت به من روحانيات ومفيد وممتع وغث وضحل من أشكال الاحتفالات ومن أهمها كشف الفروق الواضحة لمستويات الحياة بين القادرين وغير القادرين كما أظهرتها إعلانات المدن والشواطئ الفاخرة وكثافة نداءات ودعوات التبرع وبما يؤكد أهمية توزيع الثروات والدخول بعدالة لتحقيق السلم والأمن الاجتماعى.

 

◙ وفى مقدمة ما أسعدتنى قراءاته على الصفحات الرمضانية ما نشرته «الأهرام» يوميا من مقتطفات من أحاديث فضيلة الإمام الطيب شيخ الأزهر ودارت كلها حول المكانة السامية والعزيزة التى أعطاها الإسلام للمرأة والتقدير والاحترام لحقوقها وتكليف الرجال فى حفظها وتناولت المقتطفات الشريعة والطلاق ومتى يقع وفوضى الزواج والمفهوم العميق والعظيم للميثاق الغليظ ومفهوم القوامة ذلك المفهوم المفترى عليه والذى تحول عند بعض الرجال إلى تحكم وقهر للزوجة.
وتناولت أحاديث الإمام مكانة الأسرة فى الإسلام ومسئولية الزوج والزوجة فى الحفاظ عليها والأخلاق الكريمة كعنوان عريض للإسلام وضرورة ان تكون أيضا عنوانا للعلاقة بين الزوجين وكيف أن إباحة تعدد الزوجات رخصة قيدها الخالق ومتى يكون الزواج الثانى محرما وأسباب انتشار ظاهرة الطلاق والأسباب التى تتيح اللجوء إليه وكيف ينطبق النشوز على الزوج كما ينطبق على الزوجة وعدم إجبار الفتاه على الزواج بمن لا تحب ومساعدتها على اختيار شاب كفء لها.

◙ تابعت خلال الشهر الكريم مسلسل «رسالة الإمام» خاصة أحاديثه التى تناولت الحقوق المشتركة بين الزوجين ولا يكتفى بمسئوليات الزوج فمسئوليات الزوجة فى الحفاظ على الرابطة الزوجية لا تقل أهمية فى إطار المساواة التى أقرها الإسلام للمرأة والرجل.. وتكمل أحاديث الإمام ما بدأه من بيان للاستنارة والتحضر والتكريم والعدالة بين الزوجين.
وما يدعو للألم هو المسافات الواسعة بين الحقوق والواجبات التى تكرم وتنصف المرأة كل الإنصاف ومفاهيم قطاعات عريضة من الرجال بل ومن النساء أيضا تقصر عن إدراكها وعن كيفية توقيرها للحياة الزوجية ومواجهة ما تتعرض له الأسر من أزمات تناقض أهم وأعظم صفتين لهذه الرابطة وهما المودة والرحمة وتصل غالبية المفاهيم والعادات المتخلفة والظالمة أن تنتسب للدين الحنيف.

◙ إنها مسئولية جميع أجهزة صناعة الثقافة والوعى والخطاب التربوى والتعليمى والدينى والشبابى والحقوقى والقانونى ألا تغيب قيم الحضارة والاستنارة والتنوير الإيمانية عن العقل والشخصية المصرية وتحويل صحيح الدين إلى مقومات حياة ومصادر أمان وإسعاد واطمئنان ورحمة للنساء والرجال وللعالمين وللأطفال أول من يعانى ويدفع أقسى التوابع لانهيار الأسرة وأثق أن من أهم ما نشر من أحاديث للإمام عن الحفاظ على الأسرة. وصون حقوق المرأة والأطفال مطالبة هيئه كبار العلماء بسن قانون يلزم الزوج بتوثيق الطلاق.

◙ وما أبعد الفارق بين الموقف الإنسانى والحضارى فى قضايا الزواج ومن بينها قضية تعدد الزوجات والشروط المقيدة لها وبين التلاعب بها من قبل البعض لاستغلال ذائقة البسطاء والجهلاء بالدين وترويج عادات ومفاهيم متخلفة تعيد أزمنة الحريم.

◙ قدم مسلسل «تحت الوصاية» نموذجا للعمل الفنى الذى يحترم الأسرة ودور الأم فى حماية أبنائها بعد وفاة الأب ويعالج القوانين التى عفا عليها الزمن وتؤثر تأثيرات خطيرة وتسلب قدرة الأم على أداء رسالتها من خلال أحد قوانين تنظيم الولاية على الأبناء القصر ... من يصدق أن القانون المجحف بحقوق وصاية الأم تجاوز عمره مائة عام ورغم كل المعاناة والمشكلات التى تسبب فيها لم يجد من يتصدى له وهو ما يلفت النظر الى مسئوليات غائبة عن المجلس القومى للمرأة وعن المجالس النيابية التى دفعها المسلسل بإلغاء المجلس الحسبى وأرجو ان تكون أحاديث الإمام والكاشف من الدراما الجيدة عن عورات القوانين دعوة لإعادة قراءتها وتصحيح ما يناقض ما أقره الدين لها.

◙ وبعد أن انتهى الشهر الكريم من مسلسلات قيل إن عددها بلغ 32 مسلسلا وبرامج من أهمها ما كان من مكتبة الإذاعة ومازالت الإحاطة بكل ما قدم مستحيلا, فالتحية واجبه لكل من حرص وهو يٌسعد ويٌمتع المستمع والمشاهد على أن يحترم وعيه.. ونعود الى استكمال حلقات مسلسلات واقع أليم يعصف بالدنيا كلها ولكن وكما كتبت أكثر من مرة ليس من استقووا بتنمية وتعظيم قواهم الذاتية كمن أهملوا هذه المقومات واعتمدوا على استيرادها من الخارج..

واذا كانت مصر تنتج 270 مليون رغيف مدعم يوميا ولا تنتج إلا ما يغطى نحو 60% من الكميات التى تحتاج إليها من القمح مما جعلنا من أوائل الدول فى استيراده خاصة بعد أن تضاعفت أسعاره العالمية بسبب الحروب وانخفضت كميات إنتاجه بسبب التأثيرات المناخية ورغم ما يتعرض له إنتاج القمح من أزمات ويحمل الدخل القومى من عملة صعبة لاستيراده, لم يلتفت بعض المسئولين فى الدولة لكل ما كتبنا لإنتاج رغيف العيش من خليط القمح والشعير وأيده علماء وخبراء وأيضا أيد التجربة وأثبت نجاحها معهدنا القومى لإنتاج الغذاء وسبقه تأييد وزيرى الزراعة والتموين ولا أعرف من المسئول عن عدم تحويله إلى مشروع قومى لإنقاذنا من الأزمة العالمية لإنتاج واستيراد القمح ويترك مشروع خليط رغيف الكرامة من القمح والشعير ينضم إلى مشروعات قوميه للإنقاذ فى مجالات كثيرة لا تجد من ينفذها!.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية