تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
نحن جيل الفريق أول عبدالمنعم رياض
بالنسبة للجيل الذى انتمى إليه، وكان فى صفوف المقاومة الشعبية فى يونيو 1967، يظل الفريق أول عبدالمنعم رياض رمزا وطنيا متجددا لأصالة وصلابة العسكرية المصرية، ورمزا للانتماء الوطنى الصادق والمخلص لمصر.
كان الفريق أول عبدالمنعم رياض رئيسا لأركان القوات المسلحة المصرية بعد هزيمة يونيو 1967، وجاء اختياره الموفق وتعيينه المستحق فى هذا الموقع القيادى المهم فى إطار إعادة بناء القوات المسلحة وإعداد الدولة لحرب تحرير سيناء وإزالة آثار العدوان الاسرائيلى على مصر، جنبا لجنب مع تعيين الفريق أول محمد فوزى وزيرا للحربية .
وقعت هذه الهزيمة ونحن فى مقتبل مرحلة الشباب والدراسة الجامعية، وعلى قدر مشاعر الألم والإحباط التى انتابتنا مثل كل الشعب المصرى من جراء هذه الهزيمة، كان تصميمنا على مواصلة القتال لتحرير سيناء من الاحتلال الاسرائيلى، وعدم الاستسلام للشروط الإسرائيلية، أو الخضوع لمشاعر الانهزامية التى سعت إسرائيل إلى إشاعتها داخل صفوف القوات المسلحة الباسلة، أو لدى الشعب المصرى، وإفقاده ثقته بقياداته السياسية والعسكرية، ودفع الشعب المصرى للقبول بمقولة إن الجيش الاسرائيلى لا يهزم.
كنا كشباب مصر آنذاك على يقين وثقة فى ان مصر قادرة على الصمود والمضى قدما على طريق إعداد الدولة للحرب بهدف إزالة آثار العدوان. ولم تساورنا الشكوك فى اى لحظة ان مصر لديها الإرادة السياسية والشعبية اللازمة لخوض الحرب مهما عظمت التحديات والعراقيل والصعوبات.
رأينا فى الفريق أول عبدالمنعم رياض الصورة المشرفة التى تبعث على أكبر قدر من الاعتزاز للقائد العسكرى المصرى الأصيل المحترف، وابنا وفيا للعسكرية المصرية التى كانت بالنسبة لنا مصدر فخر وتقدير. وجسد لجيلنا فى ذات الوقت الحلم الوطنى الذى التفت حوله الجماهير لتحرير سيناء من براثن الاحتلال الاسرائيلي.
كنا نتابع وبصفة شبه يومية الجهود الخارقة التى تبذلها قيادات القوات المسلحة وعلى رأسها الفريق أول عبدالمنعم رياض فى إعداد الجيش المصرى للحرب بحزم واحترافية واصرار.
وعندما انطلقت الرصاصة الأولى فى حرب الاستنزاف وقفنا جميعا وراء قيادات الدولة، وخلف القوات المسلحةً مؤمنين وكلنا ثقة وطمأنينة بوطنيّتهم وعلمهم وتفانيهم فى إعداد الدولة والجيش للحرب.
وفى صباح التاسع من مارس عام 1969 وقع علينا نبأ استشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض وهو يتفقد «الجبهة» فى الضفة الغربيةً لقناة السويس كالصاعقة ومثلما عمق لدينا هذا الخبر المفجع الشعور بالهزيمة، إلا انه زادنا تصميما على تحقيق النصر، وجعلنا نزداد إيمانا وتمسكا بأنه لا بديل إطلاقا عن خوض الحرب.
كنا ندرك جسامة وحجم التضحيات التى فرضتها علينا هزيمة 1967، وكذلك رفضنا للخضوع للإملاءات الأمريكية والشروط الإسرائيلية للاستسلام للهزيمة وقبولها كقدر لا يمكن الفكاكً منه.. لكننا لم نتردد ولم نخف ولم نرهب، وجاء استشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض فى هذا اليوم الحزين الذى سالت فيه دموع المصريين من أقصى البلاد لأقصاها ليزيدنا تصميما وإصرارا على الصمود، وجدد ورسخ لدينا ارادة القتال مهما كلفنا ذلك من تضحيات.
وعرفانا وتقديرا من الشعب المصرى للفريق أول عبدالمنعم رياض وللعسكرية المصرية، خرجت مصر عن بكرة أبيها للمشاركة فى تشييع الشهيد الفريق أول عبدالمنعم رياض لمثواه الأخير، وكانت جنازته بمنزلة استفتاء شعبى غير مسبوق على إجماع الشعب المصرى على الوقوف صفا واحدا وراء قيادته وجيشه، وردا على اى مزاعم بأن مصر غير قادرة على خوض الحرب وإنهاء الاحتلال الاسرائيلى بقوة السلاح.
سيظل الشهيد الفريق اول عبد المنعم رياض رمزا حيا فى ذاكرتنا وفى قلوبنا، ومثلا اعلى لكل الأجيال المتعاقبة من الشباب المصرى مثلما كان ولا يزال بالرغم من مضى السنوات التى تفصلنا عن 9 مارس 1969 مثلا اعلى عزيزا وغاليا لجيلنا.
وياليت يصبح 9 مارس من كل عام درس الصباح فى كل المدارس المصرية.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية