تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
نهاية العصر الأمريكى
ربما يكون مناسبا فى تلك الأيام التذكير بسقوط الإمبراطوريات عبر التاريخ, فبعد الحرب العالمية الثانية حينما سلمت فرنسا وإنجلترا راية سيادة العالم للولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى، وما شهده أسلاف أبعد عند انهيار ممالك ما كان لمتفائل منهم أن يتصور لها نهاية بوسعنا أن نبارى أجدادنا فى هذه المفاخرة الجنائزية بأننا شهدنا مثلهم إمبراطورية عظيمة إذ تنهار، بل لعلنا لا نزال نراها اليوم وهى تترنح أو تنتفض فى أوكرانيا، كما نشهد فى صعود الصين الأكيد مراسم تسلم الرجل الأصفر عرش العالم من العم سام.
ومع توتر العلاقات بين أمريكا والصين وازديادها تدهورا، يزداد شيوع دراسة نهايات عصور الهيمنة . وحين اطلق فرنسيس فوكوياما نظريّته حول «نهاية التاريخ والإنسان الأخير» ثمّ أَطلق صمويل هانتنجتون نظريّتَهُ حول «صدام الحضارات اندلعت المناقشاتُ الفلسفيّة لأكثر من عقدٍ فى كل الدنيا حول ما ينتظر البشريّة. وكان كلاهما يبشر لا بنهاية التاريخ، وإنّما بنهاية العالَم».
وعندما يزداد الإيقاع الهستيرى للقوّة تجد إمبراطوريّات القرن نفسها، فى لحظةٍ ما، أمام فوضى تؤدى بنا جميعا إلى التهلكة وقبل 40 سنة، قام ميخائيل جورباتشوف، آخر رئيس للاتحاد السوفيتى بمحاولة إنقاذ أخيرة بعملية جراحية. لم يجرؤ أحد ممن سبقوه من زعماء أن يقوم بها، فكانت هذه العملية الجراحية، السياسية الإستراتيجية أمام واحدة من اثنتين، إما أن تعيد الاتحاد السوفيتى إلى ما كان عليه من قوة أو تقضى عليه، لكنها قضت عليه بمحاولة البروسترويكا.
واليوم نشاهد رئيسا قوى الشخصية بشكل لم يسبق له مثيل فى تاريخ الرؤساء الأمريكيين يحاول بسياسة الانغلاق عكس محاولة الانفتاح التى اتبعها جورباتشوف، وبسياسة الانغلاق يريد أن يعيد لأمريكا هيمنتها وهذا شىء مستحيل. لماذا؟
لأنك عندما تتبنى مبادئ معينة تنشرها وتفرضها، وتكون هى المهيمنة، وهى التى تميزك أنك فى العصر الأمريكى، ثم تأتى أنت وتنقلب عليها، فأنت كمن أفاق من سكرته.
وبأسرع من المتوقع بدأت بعض الولايات الأمريكية بإعلان نيتها الانفصال خاصة الولايات التى يحكمها الديمقراطيون، حيث بدأوا يعلنون أو يتخذون الخطوات الأولى عن إعلان الانفصال عن الولايات الجمهورية، وهذه هى المرحلة الأولى للحرب الأهلية، مثلا فلوريدا أعلن حاكمها أنه لا ربط له بقرارات ترامب، وأنه لا يخصه كل هذه التعريفات الجمركية، وبإمكان العالم أن يتاجروا مع هذه الولاية كما كان فى السابق، من دون أى ضرائب، ولا تعريفات جمركية!
والآن .. بدأت باقى الولايات الديمقراطية باتباع نفس المنهج وكما يقولون إن ترامب حول الولايات المتحدة إلى شركة تجارية، هو مديرها التنفيذى، حيث فجرت رسوم ترامب الجمركية موجة بيع طالت كل فئات الأصول، ولم يعد هناك ناجون، حتى الملاذات الآمنة مثل الذهب والعملات المشفرة، تعانى تبعات الحرب التجارية التى شنها ترامب وطالت أقرب حلفاء الولايات المتحدة.
بالتزامن مع النكوص على كل القيم الأمريكية وحقوق الإنسان بعمليات الترحيل الجماعية للمهاجرين من ارض الأحلام، وبهذه القرارات ستدخل أمريكا عصر ما بعد الرأسمالية.
فإما أن تعود دولة عظمى فعلا، ولكن ستغير كل نظام الاقتصادى لديها، أو تتفكك.
ببساطة
> كل عثرة تعيدك لصوابك يقظة.
> عزة النفس تضاهى جاه الملوك.
> أعان الله الصامتين على ضجيج قلوبهم.
> من قال شيئا طيبا ثم غاب..بقى.
> الشائعة التى لا تدحض تصبح واقعا.
> من يزرع الشوك لايحصد العنب.
> لا ترافق حديث السن وحديث الغنى.
> ليس للسان عظام ولكنه يكسر ويجبر بكلمة.
> ان استأجرت مهرجين فعليك ان تتوقع سيركا.
> رافق من يشعرك بسُكر الأيام رغم مرارتها.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية