تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
الخبر من زمن الأفندية الأفندية لجيل «Z»
«عند جهينة الخبر اليقين»، وبغض النظر عن جهينة وحكايته الضاربة فى عمق التاريخ، يظل الخبر وتحولاته وأشكاله ومقاصده منذ زمن الافندية وصولا لجيل ما بعد الألفية»- Z - الشغل الشاغل للباحثين والقراء ؛ خاصة بعد أن أعادته الأحداث الملتهبة المتلاحقة لموقع الصدارة ،لتصبح متابعته روتينا يوميا لكثيرين.
من زاوية بعيدة فى ذاكرتى تخايلنى صحف ورقية من زمن الأفندية ،وصورة لرزمة جرائد مطوية؛ نادرا ما خلت صور أديب نوبل «نجيب محفوظ» منها!..
جرائد ورقية، حال لونها واهترأت أوراقها وتحولت اخبارها ومستجدات أحداث غطتها لتاريخ؛ كلها حملت رسائل ضمنية عن ثقافة جيل وعن دور لعبته الصحف الورقية فى المجتمع المصري، وعكسته أعمال نجيب محفوظ وغيره من كتاب القرن التاسع عشر والعشرين، لتشكل جزءًا مهمًا من المشهد الروائى المصرى ومن ثقافة الجيل الصامت فى ثلاثينات واربعينيات القرن الماضي، وصولا لجيل X» أو ما يطلق عليه»الجيل الضائع»، الذى جسد الفترة الانتقالية بين عصر ما بعد الحرب العالمية الثانية وبدايات الثورة التكنولوجية فى السبعينيات.
ورغم حالة الحميمية التى تخلقها صورة أديب نوبل وجرائده وغيرها من صور مشابهة، وثقتها أعمال كبار الكتاب ومشاهد فى أفلام الأبيض والأسود، إلا أن عالم اليوم الذى شهد تطورا تكنولوجيا متواصلا، واكبته تداعيات اجتماعية وسلوكية وتراجع للإقبال على الصحف الورقية التى ميزت أفندية القرن العشرين؛ يفرض عدة تساؤلات حول التغييرات فى طرق معرفة الأخبار وتداولها خلال العقود القليلة الماضية، والدور الذى لعبته الرقمنة فى تشكيل أنماط متابعة الأخبار فى ظل الاعتماد المتزايد على الإنترنت وتقنيات الهاتف المحمول للاطلاع عليها، وإذا ما أسفر ذلك عن ظهور فجوة بين الأجيال فى عادات الاطلاع على الأخبار واستيعاب محتواها أو فى اختلاف دور وأثر الخبر المنشور ورقيا عن المنشور رقميا، سواء عند نقل المعلومة أو استيعاب أى منهما.
الإجابة عن بعض من هذه الأسئلة تظهرها نتائج الدراسة التى تقدمت بها مؤخرا الباحثة» راندا طولان» للحصول على درجة الدكتوراة فى الإعلام بجامعة القاهرة.
فقد قارنت الباحثة طرق الحصول على الخبر ونوعه وعلاقته باهتمامات ثلاث عينات بحثية تمثل جيل X وجيل الألفية - Y- ،الذى شهد بداية الإنترنت والحواسب الشخصية وانتشار الهواتف المحمولة، وجيل Z، أول جيل رقمى اعتمد بالأساس على وسائط التواصل الاجتماعي، سواء فى التعليم الأكاديمى أواكتساب المعرفة والمهارات العملية، وأذا ما كان ثمة تفاوت بين الأجيال فى تحصيل المعلومات التى تنقلها وسائل الإعلام ونوعها.
اعتمدت الباحثة فى الدراسة مزيجًا من أدوات جمع البيانات الكمية والنوعية، لرصد آراء وسلوكيات الأجيال الثلاثة وتحديد أنماط استخداماتهم للمنصات الإعلامية ومعدل استهلاك الأخبار ونوع المحتوى الإخبارى المفضل، ومعدل الثقة فى مصادر الأخبار، والعلاقة بين عادات استهلاك الأخبار واهتمامات القارئ، وأسباب المفاضلة بين مصادر الأخبار فى الأجيال الثلاثة.
وأظهرت النتائج وجود تغييرات جذرية فى طرق الحصول على الأخبار فى الألفية الثالثة وظهور فجوة بين الأجيال فى أساليب متابعتها، وأن الرقمنة لعبت دورًا محوريًا فى تشكيل أنماط استهلاك الأخبار، حيث اعتمد عدد متزايد من العينة على الإنترنت وتقنيات الهاتف المحمول للاطلاع عليها.
كما عكست نماذج العينات الممثلة للأجيال الثلاثة أنماط حياتهم وما يفضلونه؛ حيث يركز جيل الألفية على الأخبار التى تجذب اهتمامهم، وغالبًا ما يتصفحون العناوين الرئيسية ويشاهدون محتوى الفيديو السريع والجذاب، فيما يعتمد جيل Z على وسائل التواصل الاجتماعي، لمتابعة المواضيع الرائجة (Trending topics)، بينما يتبع الجيل X نهجاً أكثر تقليدية، حيث يقرأون الأخبار يومياً ويفضلون الأخبار المكتوبة المفصلة، خاصةً فيما يتعلق بالقضايا المهمة، علما بأن جيل X الأكثر استهلاكًا للأخبار مقارنة بالجيلين Y وZ !
وفى تقديرى أن نتائج دراسة «د.طولان» المهمة تشى بأن الخبر وأحواله وجمهوره، ستظل قضايا قيد البحث، لحين وصولنا ليقين السيد «جهينة» ولإجابات قاطعة عن تداول المعلومة وأثرها على جيل Z..
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية