تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

إيكو "نو" ميست

حاربت مصر منذ عدة سنوات الإرهاب المسلح وانتصرت عليه فى معظم معاركها، وأظنها الدولة الوحيدة التي استطاعت أن تحقق نصرًا فى مثل هذا النوع من الحروب الذى لا تستطيع فيه أي دولة مهما كانت أن تحقق نصرًا كاملاً.

«القاهرة» قهرت أعداءها من زبانية الإرهاب وعملائه ووكلائه وأنهت بحرفية شديدة كثير من منابعه ومصادر تمويله ومازالت تطلق ضربتها فى هذا المجال هنا وهناك حتى تقطع ضرباتها وتجتث جذوره من أرضنا الطاهرة.


وها هي سيناء الغالية باتت واحة خالية من هذا الإرهاب البغيض بعدما دفع كل أبناء الوطن المصري الثمن من دمائهم الطاهرة.

ومن معركتنا مع الإرهاب المسلح التي انتهت تقريبا، إلى معركتنا مع الإرهاب الإعلامي التى لا تزال مستمرة ويبدو أن أصحابها لا ينفكون يتركوننا لأحلامنا وآمالنا فى حاضر لدولة قوية ومستقبل لأمة أقوى وأقوى.. وإن كان للإرهاب المسلح آليات وحشية تقتل هنا وتدمر هناك فإن الإرهاب الإعلامي لديه من الأسلحة ما هو أكثر قوة وفتكا وأكبر تمويلاً وأكثر تسترًا وراء شركات كبرى وعائلات حاكمة ومظلات سياسية دولية وإقليمية.

هذه الحرب الشعواء التى يطلقها « الإرهاب الإعلامي» الموجه الممول والمفضوح، أظن أنها لن تزيدنا إلا قوة وصلابة وثقة وإيمانا فى نصر الله وقدرة قيادتنا السياسية ودولتنا على الصمود والانتصار مثلما فعلت فى معركتها مع الإرهاب المسلح وتفعل فى معركة التنمية وبناء الدولة.

إن التقرير الذى نشرته مؤخرًا مجلة الإيكونوميست البريطانية هو دليل جديد على أن هذه الصحيفة لاتزال تضع نفسها فى خانة الصحف التي تناصب مصر عداء غير مبرر وتكن ل مصر كرها غير محدود، وتسعى دائما بحرص شديد على أن تنفذ أجندة خبيثة وضعها هؤلاء الذين لا يريدون ل مصر الخير وهؤلاء الذين يطمعون فى ثروات ومكتسبات تلك الأمة العريقة التي قررت أن تنفض من فوق تاريخها ومجدها التراب وتعيده إلى الحاضر من جديد ليكون بناءً شاهقا على أعمدة دولة جديدة تم بناؤها بمجهود وتضحيات أبنائها من المخلصين فى كل مكان وزمان.


« الإيكونوميست الكاذبة » التى اعتادت على الكذب بل التي اعتادت على أن تكتب لمن يشتري ولمن يدفع أكثر ولمن يريد أن يحقق مصالح بعينها عبر صفحاتها..

هذه الصحيفة الإنجليزية تتجنى من جديد على مصر فى تقرير تشير فيه إلى أن مصر تتراجع وتضعف وتخرج من مصاف الدول المؤثرة فى المنطقة والإقليم لحساب دول أخرى تقدمت فى الترتيب وأصبحت ذات قوة ونفوذ وتأثير، محددة دولاً من الخليج ومشيرة أيضا إلى سوريا ولبنان، أما مصر والعراق جناحا المجد والحضارة والقوة فى المنطقة فى تراجع مستمر وضعف واضح، تدلل على ذلك بغياب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن حضور زيارة ترامب للخليج – بئس ما قالت وبئس مثالا استعانت به – لقد انتهكت هذه الصحيفة كل قواعد وأخلاقيات العمل الصحفى ونشرت أقاويل وأكاذيب مثلما اعتادت، لا سند لها ولا وجود إلا من خيال من دفع مقابل نشر هذا التقرير «الخايب» الذى اعتمد على خيالات وتصورات وتحليلات مهترئة غير منطقية بل وساذجة جدًا.

لقد جاء ترامب لغرض اقتصادي، استغلالي، مفضوح، ليس لمصر مكان فيه فهى لا (تدفع) لأحد حتى يحميها، وليس لأن هناك تجاهلا كما تدعي الصحيفة، بل إن الرئيس السيسي هو الذي تجاهل دعوته لزيارة البيت الأبيض ورفض مقابلة ترامب عقب حديث عن خطته لتهجير الفلسطينيين من غزة ومـــا تحدث عنـــه حـــول فكـــرة «ريفيرا الشرق».


ومن يتابع جيدًا سيرى أن مصر لم يتراجع دورها ولا مكانتها ولم يتم تجاهلها لهذه الأسباب وإنما سيرى ويفهم – إن أراد – كيف جاء صهر ترامب فور انتهاء الزيارة وأيضا الوفد الاقتصادى الكبير الذى أراد الدخول فى شراكات اقتصادية كبرى مع الدولة المصرية واستثمارات هائلة خاصة فى منطقة إقليم قناة السويس، سيعلم أن مصر لم يتقزم حجمها ولم يتراجع دورها كما يريد أن يشيع بعض الأقزام الحقيقيين الذى لا أصل لهم ولا تاريخ ويبحثون دوما عن دور ومكان فى الصورة حتى وإن كان ذلك مدفوعًا ومعمولاً ومدعوما بزكائب الدولارات التى جاءت وظهرت فجأة من وراء نفط وغاز.

أما مصر فلا يهزها هذا الغصن الصغير، فهي كما خلقها الله شجرة عتية قوية ضاربة بجذورها فى أعماق الحياة، وقد تفرعت فروعها وأورقت، ومؤخرًا أصبحت مصدر إزعاج للكثير فى إفريقيا وآسيا.. لأنها ببساطة تلعب دورها التاريخي الحاضر والمستمر، فهي فى ليبيا والسودان و سوريا واليمن وفلسطين وفى كل الدول العربية تمتلك مفاتيح الحل والتعقيد ولديها خرائط الضبط والربط، فهي تستخدمها من أجل حماية أمنها القومي وأمن أشقائها وأمن المنطقة كلها، دون التدخل فى شئون الدول أو التعدي على سيادتها بما يحفظ حقوق شعبها وسلامة وأمن مؤسساتها الوطنية.

أما أيتها « الإيكونوميست » فحديثك الإفك عن أزمتنا الاقتصادية فمردود عليه بأنه حديث كما قلت «إفك» فليس لدينا مشروعات بلا جدوى واقتصادنا ليس هشا وديوننا لا تمثل خطورة على مستقبلنا..

فلقد أخرجنا كل مشروعاتنا الكبرى من الأدراج واستطعنا توفير ميزانيات كبرى لها وقمنا بتنفيذها بطريقة وسرعة أبهرت العالم، ونحن الآن نمتلك واحدة من أقوى وأهم البنى التحتية الاقتصادية الجاذبة لأي استثمار والدليل تهافت الدول الكبرى مثل الصين وروسيا وآخرهم ألمانيا لإقامة مشروعات واستثمارات عندنا ويمكن الرجوع بالسؤال إلى شركة «بلاك روك» إحدى أهم الشركات التي كانت ضمن الوفد الاقتصادي الأمريكي والتي طلبت بعض الاستثمارات لدينا والتي تمتلك وتدير «الإيكونوميست» نفسها، هل شركة كبرى مثلها يمكن أن تستثمر فى بلد اقتصادها هش ومتراجع ومشاريعها لا جدوى منها، كان على « الإيكونوميست » أن تسأل مالكها «بلاك روك» قبل أن توافق وتقبض ثمن مثل هذا التقرير المشبوه مدفوع الأجر.

نحن يا «إيكونوميست» ليس لدينا (بطحة) كما نقول عندنا فى مصر، كل نشاطنا واضح ومعلن وأفعالنا ومواقفنا وتحركاتنا بعلم الجميع، إنها تتم بشرف ونزاهة ووطنية ولا نسعى وراء «شو» أو نحاول أن يكون لنا دور على خشبة المسرح فى مسرحية بلهاء.

مصر دولة قوية ذات تاريخ طويل وحضارة عريقة ولديها من الإمكانات الحالية ما يجعلها تستعيد وتمارس هذا الدور والمكانة وقد فعلت، ولا يهمها أن تتجنى متعمدة على إنجازاتها وإمكاناتها ومكانتها صحيفة مأجورة يحركها مال مشبوه من هنا وهناك وتقودها إدارات لديها أجندات بعيدة كل البُعد عن المهنية والحرفية ومنبطحة انبطاحا كاملا أمام «عبد» يرتدى ثيابا معطرة ومهندمة فيظن أنه «سيد» بما يمتلكه من مال ونفوذ وهو فى الحقيقة «عبد» كان وسيظل وسيموت على ذلك.

وستبقى مصر كما كانت وكما هي «أم الدنيا».

حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية