تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

إفشاء أسرار المرضى

عندما يجلس المريض أمام الطبيب فإنه يعترف له بآلامه التى قد لا يبوح بها لأقرب المقربين منه، يتحدث وكله ثقة فى طبيبه «السر فى بير»، فمهنة الطب مبنية على الأمان والثقة، فإذا ما انعدمت الثقة، وشعر المريض بانتهاك خصوصيته يصاب بالخذلان، وقد يتردد فى مراجعة الطبيب مرة أخرى، أو الكشف عن مشاكله الصحية بصراحة مما يؤدى لعزوفه عن العلاج. تعددت وقائع حالات «إفشاء أسرار المرضي»، فى الشهور الأخيرة وأسهمت السوشيال ميديا فى تناميها من أجل الشهرة والتريند، وتحقيق مشاهدات عالية وجنى الأموال، دون مراعاة هذه النوعية من الأطباء لخصوصية المريض المصانة بحكم القانون والأخلاق والدين، فهى ليست خيارا، بل واجب مهنى وأخلاقى وإنساني، والإخلال بها يهدم الثقة بين المريض. ولا تقتصر الآثار السلبية لكشف أسرار المرضى على المريض وحده بل تمتد للمجتمع المحيط به، خاصة فى حالة الأمراض المرتبطة بالحمل غير الشرعى والإصابة بالإيدز نتيجة علاقة غير شرعية والأمراض النفسية، وتبقى جريمة طبيبة النساء التى نشرت فيديو على السوشيال ميديا تحدثت فيه عن حالات زواج عرفى وحمل غير شرعى لمريضات ترددن على عيادتها كانت النموذج الصارخ لانتهاك الخصوصية مما عرضها للمحاكمة. أتذكر عندما كنت أعمل فى دولة عربية وفى أثناء حضورى ندوة، وكان يجلس بجوارى طبيب صديق استشارى مسالك بولية من نفس البلد، ودخل الندوة شخصية عامة فابتسم صديقى وهمس فى أذنى: «سعيد صاحبك كان عندى فى العيادة ويحتاج لجرعة فياجرا». ضحكت وتعجبت لحديثه عن حالة مريض فى عيادته خاصة أنه شخصية معروفة، وظلت هذه الواقعة حاضرة فى ذهنى كلما رأيت هذه الشخصية أتذكرها. حماية خصوصية المريض هو ما يحفظ قدسية المهنة وثقة المجتمع بها.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية