تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
أطفال الطوفان
قالها محمود درويش منذ عقدين من الزمان وكأنه يقرأ الحاضر الذى تعيشه غزة منذ الثامن من أكتوبر2023: الزمن فى غـزة ليس عنصرا محايدا، فهو يدفعهم إلى الانفجار والارتطام بالحقيقة، الزمن هناك لا يأخذ الأطفال من الطفولة إلى الشيخوخة، ولكنه يجعلهم رجالاً فى أول لقاء مع العدو.
ما يعيشه أطفال غزة منذ أكثر من ستة أشهر لم يحدث على مستوى العالم بهذه الوحشية والعدوانية والإجرام والاستهداف المقصود لقتلهم والذى جعل غزة بالفعل مقبرة الأطفال.
هذا الجيل، جيل الطوفان، سينفجر فى وجه العالم فى وقت ليس بقصير وسيحمل هذا الجيل مسئولية تحرير فلسطين، وليس ما فعله جيل أطفال الحجارة ببعيد فهم الذين يقودون النضال الآن وهم من خطط ونفذ المعركة الكبرى طوفان الأقصى الذى أذل الصهاينة وأكد من جديد أن هذا الكيان أوهن من بيت العنكبوت.
جيل شهد بأمّ القلب والعين مصرع ذويهم، الأطفال الذين ناموا واستيقظوا بين الجثث والأشلاء. الأطفال الذين رأوا أشلاء أهاليهم وزملائهم وجيرانهم تتطاير، الآلاف بترت أذرعهم وأرجلهم وأصبحوا مبتورين وينتظرهم مستقبل أليم وأغلبيتهم يعانون الاكتئاب.
نعم سيثأر أطفال فلسطين من العدو. سيثأرون لمقتل أكثر من 33ألف شهيد وعشرات آلاف الجرحى والمشردين45% من ضحايا العدوان من الأطفال والنساء، ويمثل أطفال غزة نحو مليون من بين عدد سكان القطاع البالغ ٢٫٢ مليون نسمة محاصرين منذ 2006 وتعرضوا لسلسلة متواصلة من العدوان من 2008 وصولا إلى حرب الإبادة الجارية والتطهير العرقى المستمرة للشهر السابع. وأهم من يتصور أن ما تعرض له أطفال غزة سيمر، ولن يقبلوا بأى حال أقل من تحرير الأرض التى يدافعون عنها بدمائهم منذ 1948.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية