تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > سعيد شلش > استهداف الآثار.. اغتيال ذاكرة أمة

استهداف الآثار.. اغتيال ذاكرة أمة

أتابع بحزن شديد ما يفعله الصهاينة بالمواقع الأثرية والتاريخية فى غزة واستهدافهم هذه المواقع بشكل ممنهج لتدمير ونهب وسرقة الإرث الحضارى والتاريخى للشعب الفلسطينى، وإن كان تدمير المبانى والمدارس يمكن إعادة بنائه من جديد، فإن هذا الإرث الحضارى العظيم يستحيل تعويضه، فهو اغتيال للماضى والحاضر والمستقبل.

والدولة الصهيونية تدرك أن محو آثار الأجداد هو جزء من طمس الهوية الفلسطينية. آخر الاستهدافات كان المسجد العمرى الكبير(عمره 14 قرنا) والمثير للانتباه أن المسجد سبق استهدافه من قبل بريطانيا فى أثناء الحرب العالمية الأولى (1917)، وأصيب وقتها بأضرار جسيمة. وأعيد إصلاحه فى عام 1925. هذا الاستهداف والتدمير هو استمرار لسياسة الاحتلال الإسرائيلى فى توظيف التراث الفلسطينى فى خدمة سرديته، فإما أن يستحوذ على هذا التراث ويقوم بتزويره بما يتماشى مع سياساته الاستيطانية، أو أن يلجأ إلى تدميره وطمسه تماما عندما تصعب عملية التزوير، وهو ما يفعله فى غزة حاليا.

ما يفعله الصهاينة هو ما فعله المحتل الأمريكى فى العراق إبان غزوه واحتلاله عام 2003، وهو نفس ما جرى فى سنوات الأحداث الأخيرة (من 2011 الى 2021)، فى سوريا وليبيا واليمن، فلم يكن هدف العدوان هو تدمير الحجر وقتل البشر فحسب بل تدمير وسرقة وبيع مئات الآلاف من القطع الأثرية والتاريخية عبر تهريبها عن طريق عصابات دولية منظمة عابرة للحدود، وأصبحت آثارنا العربية تملأ متاحف الآثار فى أوروبا وأمريكا.

كلنا نذكر ما فعلته داعش فى معابد «تدمر» التاريخية، وقد كان تدميرا مقصودا يتماهى مع أهداف العدوان من تدمير هذه المواقع وتشجيع تجارة بيع الآثار، وتحقيق مكاسب مادية مهولة ساعدت هذه التنظيمات فى تخريب الأوطان.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية