أيام قلائل ويكتمل المشهد الإلهي العظيم في الأرض في أقوى تجمع وأعظم حدث تنتظره البشرية مطلع كل عام هجري والذي يباهى رب العزة ملائكته الكرام بهذا اليوم المشهود، إنه يوم عرفة ذلك اليوم الذي تفوح رائحته في شتى أرجاء المعمورة، فله قدر وقيمة عند الله وعند العبد، فالحج ليس مجرد رحلة، بل هو عبادة عظيمة تتجاوز مفاهيم الزمان والمكان، لتمثل قيمة إيمانية جليلة، ويحمل هذا الركن الأساسي من أركان الإسلام رسالة عظيمة تدفعه نحو حياة أفضل وأكثر قربا من الله، فالحج ليس مجرد رحلة تؤدى فيها مناسك، بل هو تحول وتجرد من الدنيا بما فيها من ملذات إلى عالم آخر، وفرصة لتجديد العهد مع الله، يا لها من فريضة عظيمة لتجديد النية وتقوية الصلة بالله سبحانه وتعالى أيام عظيمة ليس على الحجيج وأهل عرفة فحسب، بل أيام يفوح فيها عطر الإيمان على الأمة الإسلامية قاطبة فعلينا جميعًا ألا نفوت هذه الفرصة الإيمانية باغتنام أيامها ولفظ كل ما هو سيىء في حياتنا ومستقبلنا بالتوبة والرجوع فيها إلى الله والحج فرصة عظيمة يعاد فيها بناء الأوطان بالنوايا الصادقة والإخلاص في العمل ولفظ كل ما هو سيىء لنا ولأوطاننا إنه المجدد إن أحسنا استقباله وأخلصنا في أيامه وعاهدنا الله على العمل فيه سيتحول مجتمعنا إلى مجتمع فعال نخدم به الوطن.

اخلصوا في أيام الحج لتطيب لكم الدنيا والاخلاص في الحج بنواياه الصادقة هو بمثابة دستور وعقد يوقعه الانسان منا مع ربه ومجتمعه فالحج بمثابة الحجر القوي الذي يحرك المياه الراكدة ويجدد النفوس المتهالكة إلى نفوس طيبة طاهرة فلنغتنم أيام الحج إن كنا واقفين بعرفه أو مشاهدين له فليكن الحج مغيرا للنفوس ومجددا لإسلوب الحياة وسط تلبية الحجيج لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك.