بريطانيا هى الدولة التى تعهدت بإقامة دولة لليهود عام 1917 وفقا لما جاء على لسان وزير خارجيتها بلفور فى رسالة للورد روتشيلد يؤكد فيها أن (حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة وطن قوميّ للشعب اليهوديّ فى فلسطين) ولكن لا يعرف الكثير أنها كانت أول دولة أوروبية تطرد اليهود من أراضيها قبل ذلك بعدة قرون، لنحكى القصة من البداية.

فى عام 1070 دعا ويليام الفاتح ملك إنجلترا اليهود للإقامة فى بلاده سعيا وراء الحصول على قروض منهم فاستجابوا ونال ما يريد. ولكن الحروب الصليبية التى بدأت بعد ذلك بعقود عززت العداء لكل ما هو غير مسيحى وبدأ اليهود يواجهون مشاكل، خاصة بعد استبدالهم بالبنوك الإيطالية للحصول على الأموال وبالتدريج انقلب عليهم الحكام. وتطورت الأمور فى السنوات التالية، فى عامى 1189 و1190 وقعت مذابح عنيفة ضد اليهود فى لندن ونيويورك، وفى عام 1255 جرى اتهام يهود لينكولن بتعذيب وقتل طفل انجليزى فى طقوس دينية فتم اعتقال 93 يهوديا وإعدام 18 منهم. وفى عام 1275 أصدر الملك إدوارد الأول قرارا يحظر على اليهود الحصول على فوائد مقابل القروض بل وأعفى المقترضين من رد الديون،وفرض عليهم ارتداء شارات صفراء، ولم يسمح لهم بالعيش إلا فى عدد قليل من المدن. وأخيرا وفى عام 1290 أصدر إدوارد الأول قرارا نهائيا بطرد اليهود من انجلترا وأجبرهم على السير إلى الشاطئ الجنوبى وعبور البحر إلى أوروبا. وبعد ذلك بثلاثة قرون تقريبا كررت إسبانيا الأمر ذاته. يبدو أن التاريخ يعيد نفسه.