ربما ترى العنوان سخيفا وغير منطقى فى ظل ما حدث أخيرا من مواجهات عسكرية بين إيران من جهة وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى ولكن هناك سابقة تاريخية مشابهة كان طرفاها الولايات المتحدة وكوريا الشمالية وانتهت بامتلاك بيونج يانج سلاحها النووي.

وإليك القصة من البداية.

فى أكتوبر 1994 وقعت الولايات المتحدة اتفاقا مع كوريا الشمالية يهدف لتقليص قدراتها النووية مقابل شحنات من الوقود تقدمها الولايات المتحدة ومساعدات فنية ومالية لاستبدال المفاعلات القادرة على إنتاج البلوتونيوم اللازم لإنتاج أسلحة نووية بمفاعلات أخرى لا تحقق الغرض ذاته.

وكان يفترض أن تقدم الولايات المتحدة نصف مليون طن من البترول سنويا تعويضا لبيونج يانج خلال السنوات التى سيتم خلالها تطبيق الاتفاق، وتبدأ فى تطبيع العلاقات على المستويين السياسى والاقتصادى وأن تقدم ضمانات لكوريا الشمالية بعدم الهجوم عليها مستقبلا.

ولكن الولايات المتحدة تراجعت فجأة عن تنفيذ الاتفاق بعد فترة وجيزة من توقيعه فلم تجد كوريا الشمالية مفرا للحفاظ على أمنها إلا استكمال برنامجها النووى وإنتاج أسلحة ذرية.

وبمجرد قيام كوريا الشمالية بإجراء أول تجربة نووية، أصبح وجود القوات الأمريكية فى اليابان وكوريا الجنوبية لا غنى عنه بدعوى الدفاع عنهما ضد أى عدوان محتمل من الجارة المسلحة نوويا.

والسؤال الآن..

وبعد أن ألغت واشنطن اتفاقا حول برنامج إيران النووى منذ عدة سنوات، هل ترغب الولايات المتحدة حاليا فى تكرار السيناريو ذاته مع إيران لتقدم نفسها كغطاء نووى لدول المنطقة مقابل صفقات (رائعة) بتريليونات إضافية من الدولارات؟ ربما.

abdallahsameh@hotmail.com