تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

مأزق صحفى جديد وخطير

لا أتكلم عن الذكاء الاصطناعى وهو المتهم الأول حاليا بهدم كثير مما استقر عقودا طويلة فى مجالات عديدة، من بينها الصحافة والإعلام، ويخشى الجميع آثاره السلبية على كل شيء، بما فى ذلك فرص التوظيف، بسبب قدراته السحرية الخارقة. ما أود مناقشته هو السعى المتزايد الذى تقوم به شركات تكنولوجيا المعلومات للسيطرة على مجال الخدمات الصحفية، عبر تطوير منصات لتقديم الأخبار، تنافس بها المؤسسات الإعلامية التى يفترض أنها مسئولة عن تقديم هذه الخدمة بحكم التخصص. وما يحدث حاليا ليس بجديد بل بدأ منذ سنوات عديدة، وأول احتكاك لى بهذا التوجه كان فى المؤتمر السنوى لمنظمة الصحف العالمية، حين اعتلى ممثل شركة جوجل المنصة، ليلقى علينا دروسا فى إنتاج المحتوى الإعلامى على مواقع الإنترنت، مستعينين بأدوات توفرها الشركة. ولأن ممثل الشركة كان يتحدث وكأنه القائد الأعلى لإدارة الصحافة والإعلام فى العالم، ويحدد لنا ما يجب فعله وما لا يجب، فقد قمت وزملائى بالاعتراض على أسلوبه، وصرخ أحدنا فى وجهه (وظيفتك هى التعريف بأدواتك ومهمتنا اختيار ما يناسب مهنتنا.) ما لم ننتبه إليه وقتها أن «جوجل» كانت قد بدأت تعد نفسها بالفعل لتكون القائد الأعلى للإعلام، وهو ما اكتشفناه أخيرا بعد أن ظهرت خدماتها الإعلامية ونمت وتوغلت وسيطرت دون أن يشعر أحد. المشكلة أن منافسة جوجل وأخواتها فى مجال الخدمات الصحفية لا يمكن مواجهته، لأنها تملك جهاز التحكم وتستطيع أن تحول اهتمام المتابعين لخدماتها ومنعه من الوصول للمواقع الأخرى. تسقط حرية الإعلام وفقا لمفهوم تلك الشركات.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية