عقب الهجوم الإيرانى على القواعد الأمريكية فى قطر والعراق وجه ترامب الشكر لإيران (على إخطارنا المُبكر بموعد ضرب قاعدة العديد الأمريكية ومقرها قطر مما سمح بعدم إزهاق الأرواح أو إصابة أحد). 

ولكن القاعدة وغيرها من القواعد الأمريكية فى الخليج كانت بالفعل فارغة من قبل توجيه الضربة وبالتالى سواء سربت إيران الموعد أو لم تفعل فلم تكن هناك فرصة لإزهاق الأرواح ولكنه ترامب وتصريحاته المثيرة للجدل.

فى مقابل ذلك كان على إيران إبلاغ قطر بالموعد ليس فقط من باب مراعاة الجيرة والحرص على علاقات البلدين ولكن أيضا تنفيذا للاتفاق بينهما حول تمثيلية ضرب العديد تمهيدا لمرحلة جديدة يشترك فى صياغتها الضارب والمضروب والدولة الوسيط. 

وكانت هناك رسالة واضحة لما قامت به إيران وهى أن الباب أصبح مواربا بما يكفى للعودة للمفاوضات، وأن ضرب القواعد الأمريكية هو الحلقة الأخيرة من مسلسل الحرب بين إيران وإسرائيل وهو ما حدث بعد ذلك بساعات حين تم إعلان وقف إطلاق النار بين الطرفين. 

السادات رحمه الله برر موافقته على وقف إطلاق النار فى حرب 1973 بأنه لا يستطيع أن يحارب أمريكا عقب الجسر الجوى الكبير الذى حمل أسلحة لإسرائيل وما تردد حينئذ عن وصول طائرات أمريكية بطياريها للمشاركة فى الحرب. 

وأعتقد أن إيران أدركت الأمر ذاته وأن دخول أمريكا الحرب يفرض عليها تقييم الموقف بما يخدم المصالح العليا للدولة، وفى كل الأحوال فقد ردت وبقوة على الاعتداء الإسرائيلى كما ردت – دون قوة – على القصف الأمريكى. 

abdallahsameh@hotmail.com